النصّ بناء لا يمكن الولوج إلى فضاءاته المختلفة من دون الوقوف على عتباته فليس هناك من نص عار، بل لا بد من أن يكسوه عنوان، يعد المدخل الذي يسبق متن النص إذ لا تكتمل دلالته إلا به. إن الوقوف عند العتبات يتيح للقارئ أن يقف عند أفكار الكاتب، وكشف علاقة العنوان بالمضمون يوصفه المفتاح التأويلي لفتح مغاليق النص, ولأنه يقع ضمن منظومة العتبات الموازية، فهو ليس داخل النص، او خارجه وانما في حالة تعالق معه. من هنا جائت هذه المقاربة تاكيدا على أهمية هذه العتبات في قراءة النصوص الشعرية بوصفها مدخلا شرطيا وضروريا لا بد من التوقف عنده لبناء الرؤيا المبدئية او الاولية لفهم النص. كيف وان كان المعني بالدراسة أدونيس في ديوانه أول الجسد أخر البحر، فعتبات أدونيس غنية تنفتح على قراءات مفتوحة. فهو شاعر يبدع في اختيار عتباته، بتطغى عليها الشعرية, كأنك تقف أمام نص شعري مصغر مكثف ينذر بالانفجار الأكبر لأكوان النص ومدلولاته.