معالم التاريخ الاوربي الحديث(عصر النهضة الاوربية)


الملخص بالعربية

يمثل عصر النهضة فترة الإنتقال من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة وقد تعددت آراء الباحثين حول معنى النهضة، فالمهتمون بالفنون تعني لهم النهضة الثورة في مجالات التصوير والنحت والعمارة حيث تحرر الفن من قيود العصور الوسطى. أما المهتمون بالأداب والفلسفة فتعني لهم ثورة فكرية تبدت بإكتشاف المخطوطات القديمة وتقدم علم فقه اللغة وتذوق الشعر. أما بالنسبة للعلماء فالنهضة هي الإكتشافات الحديثة والتقدم الحثيث في ميادين العلم. ومن أهم المكتشفات العلمية اكتشاف نظام المجموعة الشمسية ودورانها حول الأرض على يد العالم الفلكي البولوني نيكولاس كوبرنيكوس Nicolas Compernicus 1473- 1543م والعالم الإيطالي جاليليو جاليلي Galileo Galilei 1564 - 1642م، وتقدم علم التشريح على يد فساليوس Vesalius 1514 - 1564م، واكتشاف الدورة الدموية من قبل الطبيب الإنكليزي وليم هارفي William Harvey 1578 - 1658م، وكان الطبيب العربي ابن سينا قد أشار (إلى أساسيات دوران الدم في الجسم من قبل). أما المهتمون بالعلوم السياسية والتاريخ السياسي فقد رأوا أن النهضة قد بدأت بتدهور نظام الإقطاع وظهور الدول الموحدة الحديثة على أساس قومي وظهور الملكية وتقيد السلطة الكنسية وإضمحلال البابوية وبزوغ معنى الحرية الشعبية. وتجدر الإشارة إلى أن حركة النهضة لا تقتصر على فرع معين من المعارف الإنسانية على الرغم من أن لكل تفسير من التفسيرات السابقة أهميته وقيمته. فالنهضة بشكل عام هي التغيرات التي طرأت على سلوك الإنسان وتفكيره في القرنين الرابع عشر والخامس عشر نتيجة لنمو العقل الإنساني، وقد شملت تلك التغيرات جميع نواحي الحياة وأثرت فيها، فلم يعد إهتمام الناس منحصراً بالحياة الأخرى بل بدؤوا بالإهتمام بالعالم الذي يحيط بهم غير مبالين بالحياة الأخرى. فقد نبذ الأوروبيون وبشكل تدريجي التعاليم الكنسية ورجعوا إلى الكتب الإغريقية والرومانية القديمة وإلى كتب العرب المسلمين الأصلية أو الكتب العربية المترجمة من اليونانية وبدؤوا بدراستها بالإضافة إلى دراسة الكتاب المقدس. وشرعوا يبحثون في الكتب التراثية القديمة، حيث أتيح لهم التعرف على الحضارات العربية والأوربية التي ازدهرت قبل ظهور المسيحية وبدؤوا بمقارنتها بحضارة العصور الوسطى، مما مكنهم على الإنفتاح على إتجاهات جديدة غير مألوفة آنذاك، مثل النظر على أن الحياة الإنسانية غاية في ذاتها وإن الإنسان مركز لها لذا لا بد من إحترام ذاتية الفرد والإعتراف بحقوقه وحرياته، لأن الإنسان ليس عاجزاً أمام الطبيعة بل هو قادر على كشف أسرارها وحل القضايا التي تواجهه.

المراجع المستخدمة

research.noReferences

تحميل البحث