تؤدي المسألة الزراعية دورا ً مهماً في صنع تاريخ الشعوب ، ويأخذ تطور هذه المسألة جانبا ًرئيسا ًفي كتابة التاريخ الاقتصادي و فلسفة تطوره. إن طبيعة تطور المسألة الزراعية في سوريا خلال القرون الخمسة الماضية لها تأثير كبير في صياغة وتكوين التاريخ الاقتصادي السوري المعاصر, وبالرغم من أن طبيعة علاقات الإنتاج ونمط الإنتاج فيها تُعَد متغيرات متداخلة في تأثير بعضها ببعض ، إلا أن صورتها الراهنة هي إحدى معطيات تاريخها وليست وليدة زمنها المعاصر. يتمثل هدف هذا البحث في تقويم السياسة الزراعية باعتماد منهجاً علميا ً،يعطي هذه السياسة حقها في المجالات التي نجحت فيها ويكتشف مواقع الخلل بغية تصحيحها ،فمسألة الأمن الغذائي (1)هي اليوم على المحك ولا يمكن مواجهتها إلا بالطرق العلمية .