هدف البحث إلى التعرّف على أهمّ الأسباب التي ساهمت في بروز ظاهرة زواج القاصرات في ظل الأزمة السورية، و الآثار الناجمة على الفتاة القاصر خصوصاً، و على المجتمع كلّه عموماً، و تقديم التوصيات للتخفيف من انتشارها في المجتمع السوري. استخدم في دراسة الظاهرة، المنهجَ الوصفيّ التحليلي. و لتحقيق هدف البحث صمّمت استمارة، قُسمت إلى قسمين:استبانه خصائص أفراد العيّنة، و شملت على (12) عبارة، تقيس مجموعة من المتغيّرات الشخصية و الديموغرافية، مثل: عمر القاصر عند عقد الزواج، درجة القرابة مع الزوج، المستوى التعليمي للقاصر، الحالة المهنية للقاصر، الحالة الزواجية للقاصر، عدد الأولاد ...الخ, و استبانه حول ظاهرة تزويج القاصرات، و شملت على (20) عبارة، تبيّن العوامل التي أدت إلى تزويج القاصرات، و الآثار الناجمة عن هذا الزواج. و قد طُبِّقت هذه الاستلانة على عيّنة من المتزوجات القاصرات، المقيمات في مراكز الإيواء في مدينة جرمانا، و قد جرى اختيارها بالطريقة القصدية، و بلغ حجمها (62) امرأة، كما تأكدت الباحثة من صدق الاستبانة، و ذلك بعرض نموذج استبيان هذه الدراسة على عدد من المحكّمين ذوي الاختصاص، لأخذ موافقتهم و آرائهم، و قد وجدوا أن هذا الاستبيان يغطي معظم جوانب موضوع الدراسة، و بذلك خرج الاستبيان في صورته النهائية، كما توصلت الدراسة الى نتائج عديدة أهمها : (أن سبب زواج القاصرات في ظل الأزمة السورية كان نتيجة للظروف القاسية التي عانت منها أسر أفراد العينة، و خاصة الظروف الأمنية و المادية و الاجتماعية، منطلقين من هاجس الخوف على بناتهن من التعرض لمشكلات تمسّ بشرفهن، و للتخفيف من الأعباء المادية، و بخاصة في العائلات ذات العدد الكبير من الأولاد, توجد علاقة ذات دلالة معنوية بين الحالة التعليمية للزوج، و العنف الممارس على الزوجة لدى أفراد عينة الدراسة, لا توجد علاقة ذات دلالة معنوية بين مهنة الزوج، و العنف الممارس على الزوجة لدى أفراد عينة الدراسة, يؤثر الزواج في سن مبكرة على الحالة الصحية و النفسية و الاجتماعية للفتاة القاصر.