سيتناول هذا البحث الاختزال بين هسرل و ميرلوبونتي, حيث يعتبر الاختزال أحد عناصر المنهج الفينومينولوجي الذي أسّسه هسرل, و الطريقة التي تتبعها الأنا المتعالية للوصول للماهيات. و للفينومينولوجيا الأثر على العديد من الفلسفات اللاحقة لها و خصوصاً الوجوديّة, و قد حاولت الأخيرة تطبيق الفينومينولوجيا, ناقلة إياها من ساحة الشعور إلى ساحة الوجود, و ميرلوبونتي كفيلسوف وجوديّ طبّق الفينومينولوجيا على فلسفته. سيركز هذا البحث على تبيان كيف تناول كلّ من هسرل ميرلوبونتي الاختزال؟ و ماهي نقاط التقاطع و الإختلاف بين الفيلسوفين؟ و ذلك من خلال تناول معنى الإبوخيّة و الاختزال الفينومينولوجي و الماهوي عند كل منهما, و كيف أنّ ميرلوبونتي حقق قفزة و تجاوز على هسرل بطريقة تتلائم مع فلسفته القائمة على الإدراك الحسيّ.