يقوم هذا البحث على دراسة مفهوم التَّضمين الّذي يعني إشراب لفظٍ معنى لفظٍ آخر، و إعطاءه حكمه، و سُمِّي بهذا الاسم؛ لأنَّ المعنى لا يأتي مُصرَّحاً بذكره بل مؤوّلاً عليه لغيره؛ أي إنَّ الكلمة تصبح مؤدّيةً معنى كلمتين، و هو من أبواب التَّوسُّع في اللُّغة العربيَّة، و هو من أنزه الفصول فيها؛ فإذا تأمَّلته عرفت منه و به ما لحروف المعاني من أسرار يكشفها لك، و يظهر فيها مزيَّة، فترى الاسم أو الحرف مع فعلٍ، فيوحشُك ذلك الاسم أو الحرف، فإذا حملته على التَّضمين ذهبت وحشته. و ترتكز هذه الدّراسة على كتابي الخصائص لابن جنّي، و مغني اللَّبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام الأنصاريّ. و قامت فحوى هذه الدِّراسة على مسلكَين رئيسَين: الأوَّل: يعمد إلى فهم ما يقوم بالتَّعاقُب و التَّناوُب بين أحرف الجرّ في العربيَّة؛ إذ يُعلَم تماماً ما لهذا الفنِّ من أُصولٍ يقوم عليها. أمَّا الثَّاني: فيهدف إلى فهم المعاني المختصَّة بـالأفعال عندما تتضمَّن معانيَ أفعالٍ أُخرى و ذلك على النحو الآتي: - تضمين اللَّازم معنى المتعدِّي. - تضمين المتعدِّي معنى اللَّازم. - التَّضمين بين الأفعال المُتعدّية.