إن التأمل بواقع الوطن العربي في العصر الراهن يجعلنا نكتشف أن هناك أزمة فكرية استفحلت في جسد الأمة كما.أن ّبذور الاستعمار الغربي تنامت و تغلغلت في أوساط المجتمعات العربية الدول العربية، و الدول العربية و إن استقلت عسكرياً عن دول الاستعمار الغربي، فإنها ما زالت تعاني من الاستعمار الفكري الذي أدى إلى الانقسامات و الاقتتال و العنف في مجتمعاته مما أدى إلى غزوها ثقافياً و فكرياً من قبل المجتمع الغربي. تكلمت في البداية عن الثقافة و مفهومها و دورها في المجتمع و أهميتها لدى الشعوب بشكل عام و الشباب بشكل خاص و كيف أصبحت موضع للتنازع و الصراع بين المجتمعات و أشرت إلى مفهوم صناعة الثقافة و أثر العولمة على تفتيت الهوية الثقافية، ثم تكلمت عن الغزو الثقافي و أهدافه و تابعت حديثي بتوضيح الأهداف المعاصرة للغزو الثقافي للوطن العربي و أشرت إلى دور الإعلام في الغزو الثقافي و خصوصاً شبكة الانترنت و دورها بنشر النموذج الثقافي الغربي و طرق مواجهته من خلال التربية و التعليم و الاهتمام بوسائل الإعلام و ختمت حديثي بضرورة التركيز على البيئة الداخلية للمجتمع و تنميتها في إطار يتسم بحرية التعبير عن الرأي و التفكير حتى نتمكن من الاستفادة من طاقات الشباب و مؤهلاتهم و مواجهة الهيمنة الخارجية .