أشارت سلسة الأحداث الدوليَّة الأخيرة في العالم إلى أنَّ العلاقات الدوليّة تشهد اضطراباً كبيراً، و كشفت هذه الأحداث و التطورات أنَّ النظام الدولي الأحادي القطبيَّةً والذي عرفه العالم منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، دخل فترة تغيرات سياسيَّة غامضة، و خاصة بعد الأزمة الماليه العالميَّة 2008. و أظهرت هذه التطورات و التغيرات في المجالات السياسيَّة و الاقتصاديَّة و العسكريَّة إلى بروز قوى على المستوى العالمي ممثلة التكتلات الإقتصاديَّة الدوليه تحاول التأثير في الدائرة الأولى من النظام الدولي و ذلك عن طريق خلق توازن دولي جديد و من هذه التكتلات التي ظهرت على الساحة الدوليَّة هي تكتل البريكس. إنَّ الجدل في أدبيات العلاقات الدوليَّة حول أثر بنيَّة النظام الدولي في سلوك الوحدات الفاعلة فيه سواء كانت دولاً أم نظماً فرعيَّة و الآن قوى فاعلة غير الدولة مثل التكتلات الإقتصاديَّة الدولية، يشكل جزءاً كبيراً من الدراسات النظريَّة و من المعروف أنَّ جميع النظريات الوضعيَّة و خاصة الواقعيَّة بأشكالها المتعددة، تقدّم مادة علميَّة كبيرة في هذا المجال، و لقد حاولَ العديد من علماء و باحثين العلاقات الدوليّة من خلال الدراسات المختلفة و الأبحاث المتعددة تحديد عوامل و مرتكزات تأثير هذه الوحدات في سلوك البعض، و تحديد الأسباب الكامنة وراء ذلك، و في هذا البحث يحاول الباحث تحديد دور التكتلات الإقتصادية الدولية في التأثير على النظام الدولي، و بالتحديد تكتل البريكس التي في بداية عام 2011، بدأت تتحول من مجموعة اقتصاديّة دوليّة إلى مجموعة سياسية مؤثرة في السياسة العالميّة، حيث أنّ المواقف السياسيّة مرتبطة ارتباط تام بالصالح الاقتصادية، متمثلةً بالأعضاء الدائمين ( روسيا و الصين )، في مجلس الأمن.