تأخذ الذّ ات طابعاً وجدانياً عندما تتمثل قيم حياتها في عالم وجودها ، فتبلور مشاعرها و أحاسيسها ، و عندما تكون الذات الوجدانية مبدعة في ذاتها ، فإنها تعكس هذه الانفعالات في الفن الذي تبدعه ، و عند ذلك يطلق على هذا الفن ( الشعر ) بأنه فن وجداني . عاش الأدب العربي في بلاد الأندلس ثمانية قرون ، فهو وليد بيئته ، و قد تضافرت عوامل كثيرة ، حددت اتجاهاته و سماته ، لذلك تفردّت الذّات الوجدانية الشعرية في الأندلس بذوق أدبي كان استجابة لواقع الأندلس ، و طبيعتها الخاصة ، و ما لبث أن انتهى المطاف بالذات الأندلسية الشّعرية إلى منحها جوانب إبداعية متفردة.