أصبح الإبهام سمة لازمة من سمات الحداثة الشّعريّة، و لكن لابدّ من التّفريق بين الغموض و الإبهام، فالأول: محببٌ في الشعر، و يدفع المتلقي إلى المزيد من الجهد و العمل للوصول إلى إحدى دلالات القصيدة المعاصرة، و الثاني: استغلاق عن الفهم، و عدم قدرة المتلقي على التواصل و هذا يعني أن الإبهام قيمة سلبية في الشّعر، يسلب الأخير جماليته و اثارته، و يحرم المتلقي من لذة الكشف عن دلالات القصيدة. و لعل من أهم أسباب الإبهام: الانزياح الشّديد عن درجة الصّفر في الكتابة، و غموض الرّمز الشّعريّ ، و استخدام الأساطير الأجنبيّة، و غموض الرؤيا و تراكم الصّور، و اللغة التّجريبيّة، و الفقر الّدلالي، و القصد إلى الإبهام، و غياب النقد.