تعدُّ التجربة التكاملية الأوروبية تجربة فريدة سواء لجهة ظروف نشأتها، أو الدول الأعضاء المؤسسين لها، أو النجاحات التكاملية التي تم تحقيقها بشكل لم يسبق أنْ حققها أي تكتل اقتصادي أو تكامل اقليمي أو دولي في التاريخ الحديث و المعاصر. من هنا يرِّكز البحث على التجربة التكاملية الأوروبية لجهة التعريف بأبرز النجاحات التكاملية التي تم تحقيقها و أهم المقومات التي تساعد الدول الأعضاء في العملية التكاملية الأوروبية ليس في صيانة ما تم تحقيقه فحسب، و إنما تعميق تكاملهم أفقياً و عمودياً. من أبرز ما يميِّز عالم اليوم تعدُّد الاتحادات و التكتلات و تنوُّعها بين الدول إمَّا لتحسين قوتها النسبية، أو تعزيز وضعها التفاوضي، أو لإعادة توازن القوى على الصعيد الدولي. و عليه سيتم فحص مدى قدرة مقومات التكامل الأوروبي في مساعدة الدول الأعضاء على مواجهة التحديات الحالية التي تواجههم و تعزيز موقع الاتحاد الأوروبي على الساحة الدولية.