تعد الدولة قديماً و حديثاً محور الدراسات السياسية من قبل المفكرين في العصور القديمة أو الوسطى أو الحديثة. فدراسة هيغل للدولة أعطتها مفهوماً خاصاً من حيث تركيزه على علاقة الدولة بالشعب و الأفراد، إذ أصبغ على الدولة صفة القداسة، و ادعى أنها تنتمي مباشرة إلى عالم الروح و الفكر و الإرادة " اللانهائي المطلق " برسم أصلها في الواقع و في مجال الفكر الفلسفي إذ أكد على أهمية العاطفة و الإرادة بقوله: "لم يتم شيئ عظيم في العالم من غير عاطفة" و لكن تاريخ العالم يتبع مملكة الروح، فالدولة هي الشكل الذي يصطنعه التجسيم الكامل للروح، و الدولة هي وحدة الإرادة العالمية الجوهرية مع الإرادة الفردية، لقد مجد هيغل الدولة حيث اعتبر أن كل ما للإنسان من قيمة و حقيقة روحية إنما تأتي إليه عن طريق الدولة، فالدولة هي الفكرة المقدسة.