تعدُّ ثقافة الحوار ضرورة مُلحّة، في ظلِّ ما تشهده مجتمعاتنُا العربيّة في الآونة الأخيرة من انتشار للتعصب، و رفض الاعتراف بالآخر. و يبدأ اكتساب هذه الثقافة من الأسرة، و من خلال الحوار بين أفرادها مما يمكّنهم مستقبلاً من الحوار مع الآخر و الانفتاح عليه. لذا يتناول البحث الحالي ثقافة الحوار الأسري، و علاقة بعض المتغّيرات بامتلاك أفراد الأسرة لمهارتي الإصغاء و التحدث، و قد تمّ تصميم استبانتين لتحقيق أهداف البحث؛ إحداهما موجهة للأبناء، و الأخرى موجهة للوالدين، و جرى تطبيقهما على عيّنة من الأسر الموجودة في حي الجبيبات الغربيّة التابع لمدينة جبلة، و البالغ عددها (384) أسرة . و من أبرز النتائج التّي تمّ التوصل إليها: وجود علاقة طردية ضعيفة ذات دلالة إحصائيّة بين كلٍّ من المستوى التعليمي للوالدين و امتلاك أفراد الأسرة لمهارتي الإصغاء و التّحدث، و وجود علاقة طردية ضعيفة ذات دلالة إحصائيّة بين المستوى الاقتصادي للأسرة و امتلاك الأفراد فيها لمهارتي الإصغاء و التّحدث.