استطاع (فان تيجم) و (فيكتور جيرمونسكي) في أعمالهما النقدية المقارنة ترسيخ معالم اتجاهين متقاربين نشأةً، و متباعدين إلى حد غير قليل منهجاً، و وسائل بحث . فالأول ممن ساروا على نهج (إبيل فيلمان) في النظر إلى العلاقات الأدبية الدولية نظرةً تاريخيةً سببيةً أكيدة (النظرية التاريخية). و الثاني ممن نهجوا نهج النظرية النمطية (التيبولوجية)، متأثراً بطروحات (أ. فيسيلوفسكي) النقدية، المتأثر بالفلاسفة الألمان، بدءاً من النصف الثاني من القرن الثامن عشر. فطرح مصطلح التشابه و الاختلاف بين الآداب، بوصفه نتيجةً لتشابهٍ أو اختلافٍ في حركة تطور المجتمعات و أحوالها. إلا أن تباعدهما من حيث المبدأ، لم يلغ اتفاقهما في بعض القضايا الجزئية، و اختلافهما في مسائل أخرى. و هذا ما سيحاول البحث النظر إليه، مستعيناً بالاستقراء وسيلة لاستنباط الأحكام، التي أغفلها الدارسون و المهتمون، أملاً بإعطاء كل ذي حقٍ حقه، بحيادية و موضوعية، تعتمد نصوص كلٍ منهما.