يعتبر التخطيط الزراعي ضرورة لتنمية و تطوير القطاع الزراعيّ, يقوم بدراسة المقومات الموجودة و التعرف على المشاكّل التي تواجه القطاع الزراعيّ, و اقتراح حلولّ لها, و يعتبر خطوة تمهد لقيام منظومة زراعيّة, فالمنظومة الزراعيّة طريقة علميّة تعتمد على مدخلات (مواد أولية) و مخرجات (منتجات صناعية و زراعية), تقوم على التخطيط الزراعيّ المسبق لتحقق أهداف محدّدة, مثل زيادة الإنتاج الزراعيّ و تحسين نوعيته, و رفع مستوى معيشة السكّان, تنتج المنظومة الزراعيّة من تفاعل عناصر هي الأرض الزراعيّة و السكّان و المعامل و الأسواق, و إذا ما تمّ النظر لإقليم الغاب بما يمتلكه من مقومّات اقتصاديّة زراعيّة, كالأراضي الصّالحة للزراعة, التي لأكثر من 65%, و توفّر مياه الريّ مثل نهر العاصي و الأنهار الموجودة كنهر البارد, و التربة الزراعيّة الحديثة الاستثمار, بالإضافة للسكّان الذين يوفّرون اليد العاملة و السوق الاستهلاكية في نفس الوقت, و أيضاً المعامل الموجودة في الإقليم كمعمل السكر في تل سلحب, و أخيراً الأسواق المنتشرة في إقليم الغاب مثل سوق محردة و السقيلبيّة, لكن لايزال مستوى التخطّيط الزراعيّ في الإقليم متدنيّ, من ناحية توزع السدود في الجزء الشرقيّ, و غياب بعض المعامل و بعدها عن مناطق الإنتاج, و سوء تصريف مياه الريّ, لذلك تمّ اختيار موقع نهر البارد لقيام منظومة زراعيّة, تهدف لإنشاء معامل في موقع نهر البارد, مثل معمل الأعلاف و محلج قطن و مطحنة حبوب, نظراً لقربة من الأراضي الزراعيّة, و توفر البنية التحتيّة, و قربة من طرق النقل الرئيسة التي تربط الإقليم بمحافظات الساحلّ و حماه, بالتالي المساهمة في زيادة الإنتاج الزراعي و رفع مستوى معيشة سكان إقليم الغاب.