اهتم العرب بعلم القيافة, و قد ساعدهم على ذلك طبيعة بلادهم الرملية, التي جعلت منهم رجال متمرسين في تتبع أثار الأقدام على الرمال, سواء أكانت لأفراد قبائلهم, أو لحيواناتهم التي اعتمدوا عليها في قطع القفار, كالجمال و الأحصنة, و كذلك من أجل إلقاء القبض على السراق و المجرمين ممن يفرون من وجه العدالة و يتجهون إلى الصحاري هرباً من العقوبات المفروضة عليهم, و عندما جاء الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام, عزز مكانة هذا العلم, و أخذ به و شجعه, لذلك عملوا به و أعطوه مكانة متميزة بين العلوم, و هذا ما دل على أن العرب أمة قادرة على تكييف الظروف التي عاشت فيها بما يخدم مصلحتها.