تحاول معظم الدراسات تحليل العلاقة بين الإنسان و البيئة المبنية المحيطة التي تتفرع إلى نوعين من البيئة، البيئة الفيزيائية أي المادة و البيئة الفكرية أي المعنوية و الرمزية (اللامادية). و يمكننا هنا التمييز بين البيئة الموضوعية التي تشكل الهيئة العمرانية المكونة الأساسية فيها، و البيئة الذاتية التي يسهم الفرد بأفكاره و مفاهيمه و ثقافاته و إدراكه الحضاري في تكوينها. و رغم تعدد مكونات و أقسام البيئة و تجزئتها إلى مكونات ثانوية، إلا أن الناتج النهائي يتكون من تفاعل هذه المكونات مع بعضها و انصهارها في بوتقة البيئة العمرانية. لذا فإن البيئة العمرانية تمثل بنية معقدة ذات مستويات متداخلة و متشعبة تعكس العلاقة بين مجموعة من العناصر الفيزيائية و الفكرية ضمن نظام كلي و نسق معين.