تعيش أمة الإسلام أسوأ أيام حياتها؛ حيث ديست الحياض، و دنست المقدسات، و انتهكت الحرمات، و هتكت الأعراض، و أُذلت النفوس، و نهبت الثروات، و رمتها قوى البغي عن قوس واحدة، فصارت تترنح تحت ضربات الأعداء، كغريق في ظلمات بحر لجي، أحاط به ثلة من الأوغاد، كلما حاول الخروج منه ركلوه بأرجلهم، فلا يلاقي فيهم شفيقًا، و لا يجد منهم رحيمًا.