كان لاختيار دمشق حاضرة للعرب والمسلمين أيام بني أمية أثره فيما آلت إليه الشام من اتجاهات أدبية متنوعة، حتى غدت واحدة من بيئات الأدب المزدهرة في ذلك العصر، و نعني بها بيئة العراق، و الحجاز، و الأقاليم الأخرى في غربي الدولة أو في شرقيها. على أن الشام لم تكن تعرف من قبل بمثل هذا النشاط في مجالات الأدب، من شعر و نثر و خطابة و نقد. فجاء البحث يعلل ذلك، و يبين الدوافع و الأسباب، ثم انبرى موضحًا ما أقبلت عليه دمشق من مضامين الأدب و اتجاهاته مما شهدته قصورها، و مجالسها يوم زهت عاصمة للعرب و المسلمين، و هو مما زاد من ألقها و إشراقها، و أعطى هذه الاتجاهات بعدًا خالدًا على مر السنين و الأيام.