تحاول هذه الدراسة استبطان ظاهرة من الظواهر التي برزت في الأدب بوصفه نتاج نشاط إنساني تفاعلي، و تتمثل في "الحس الاغترابي" الذي يشي كثيراً من الأعمال الروائية العالمية و العربية، الشعرية منها و النثرية، و تظهر تجليات هذا الحس في صور و أشكال مختلفة، ارتأت هذه الدراسة أن تقف عليها من خلال النظر في نموذج من تلك الأعمال لرائد من رواد الأدب العربي الفلسطيني الحديث عانى الاغتراب و ويلاته، و ترجم تلك المعاناة عبر نتاجه الأدبي و لاسيما الروائي منه، و ذلك من خلال عرض مفهوم الاغتراب و وعي كنفاني بشكل خاص على هذا المفهوم، ثم تجليات الاغتراب في رواياته و ما يقف خلف ذلك من دوافع ترتد في مجملها إلى عوامل اقتصادية و سياسية تتمثل في الفقر و مصادرة الحريات و سيادة قوى متسلطة، يقابلها وعي فردي حاد يعيد صياغة الواقع بصور من المواجهة المؤثرة، تمثلت في صور مختلفة لدى شخصياته الروائية.