شاركت المرأةُ الرجلَ – في العصر العباسي – في الحياة الثقافية، فكانت شاعرة و ناثرة يشار إليها بالبنان. و قد برعت طائفة من النساء في قول الشعر من خلال موضوعاته المختلفة، كالغزل، و الزهد، و الرثاء، و المديح، و الهجاء، و كن من الحرائر و الجواري. و أثبتت المرأة – كذلك – مكانتها المعرفية في ميدان النثر، و برعت في موضوعين رئيسين، هما: أدب المراسلات الشخصية، و أدب التوقيعات. كانت مشاركة المرأة العباسية استجابة للثقافة الواسعة آنذاك، و تلبية لنداء الحضارة المنفتحة على ألوان المعارف، و التمازج الثقافي آنذاك؛ مما يشير إلى القدرة العقلية، و النشاط الفكري، و الدور الرائد الذي اضطلعت به المرأة، فكان بيانها مشرقاً، و أدبها جميلاً إلى حد كبير.