يرى محمد عابد الجابري أن التراث يستدعي قراءة ابستمولوجية تستوجب الحفر فيه، قصد إعادة بنائه و تشكيله، و التواصل معه. و لذلك قام الخطاب الابستمولوجي عند الجابري على ما حصل لديه من قناعة راسخة مؤداها أن تجديد الفكر العربي أو نقد العقل العربي، لا يمكن أن يتم فقط بالدعوة إلى استعمال مناهج جديدة و شرحها، لكنه يتطلب أيضاً استعمالاً عقلانياً لهذه المناهج و توظيفها تحليلياً في دراسة تراثنا، فجاءت منهجيته في فحص متون التراث مبنية على استلهام الطريقة التي اتبعها ما بعد الحداثيون في أوروبا في قراءة النص، و تجاوزها بالقراءة المطابقة التي تعيد تأسيسه انتصاراً للروح العلمية، و ترسيخاً لأخلاقيات الحوار.