ظاهرة التكفير حالة مرضية في الفكر الإسلامي، ظهرت في وقت مبكر من تاريخه، و اكتوى بنارها الناس قديما و حديثا و لا تزال حتى اليوم تشغلهم في نواديهم و منتدياتهم، ساعد على إيجادها عصبية مسرفة، ثم عدم تعمق في دراسة العلوم الإسلامية حيث أُخذ ببعض النصوص و تركت أخرى، و عول على المتشابه و أُهمل المحكم، و اُعتمد على الجزئيات و أُعرض عن الكليات، فضلاً عن الفهم السطحي لبعض النصوص، لذا فشت هذه الظاهرة عند المتأخرين أكثر من المتقدمين، و عند المقلدة لا المجتهدين، فلا بد إذاً من الوقوف عليها، و وضع ضوابط محددة لها، و هذا ما تكفلت به هذه الورقة البحثية، و فوق كل ذي علم عليم.