يعد العقد، و هو اتفاق إرادتين على إحداث أثر قانوني، المصدر الإرادي الأساسي للالتزام، و هو مصدر عام. و من ثم فإن الإرادة المزدوجة للموجب و للقابل هي مصدر الالتزام التعاقدي، سواء أكان العقد ملزماً لجانبين أم ملزماً لجانب واحد. و لكن هل تستطيع الإرادة المنفردة أن تُنشِئ الالتزام بمفردها، و بمعنى آخر هل يمكن أن تكون الإرادة المنفردة مصدراً للالتزام؟ و الإرادة المنفردة هي تصرف قانوني يصدر عن شخص بهدف إحداث أثر قانوني، و من دون حاجة إلى إرادة ثانية تتوافق معها. و لا شك في أن الآثار القانونية التي يمكن أن ترتبها الإرادة المنفردة متنوعة؛ فيمكن للإرادة المنفردة أن تنقل حقاً عينياً، كما في الوصية، و يمكن أن تزيل هذا الحق، كما في التنازل عن حق عيني. كما يمكن أن يترتب عليها أثر كاشف، كما في الإقرار بنسب طفل في القانون الفرنسي. و تستطيع الإرادة المنفردة أن تنهي بعض العقود، كعقد الوكالة و عقد العمل غير محدد المدة. و لكن هل تستطيع الإرادة أن تُنشِئ التزاماً ؟