تشغل مشكلة النفس مكانة مهمة في الفكر الفلسفي لأنها صلة الوصل بين مبحثين رئيسيين في الفلسفة, هما مبحث المعرفة و مبحث الوجود, و قد لقيت اهتماماً كبيراً عبر تاريخ الفكر الإنساني, و ذهب الفلاسفة في تفسيرها اتجاهاتٍ مختلفةً و متباينةً. و قد انعكست هذه المواقف في آراء و نظريات المفكرين و الفلاسفة العرب, حيث عالجوا هذه المسألة معالجة عميقة و دقيقة, نابعة من طبيعة موقفهم المتردد بين الديني و العقلي؛ منهم فخر الدين الرازي الذي أفرد لهذه المشكلة مساحة واسعة في مؤلفاته. و لنا هنا أن نتساءل عن حقيقة موقفه؟، و كيف استطاع أن يوفق بين نزعته الفلسفية العقلية و بين المفهوم الإسلامي للنفس, القائم على مسلمات النص؟