إن استخدام نتائج أرصاد الأقمار الصناعية أدى إلى ثورة حقيقية في العلوم الجيوديزية و تطبيقاتها, و يتم حاليا دراسة إمكانية استبدال الطرق التقليدية في قياس الإرتفاعات باستخدام تقنية الـ GPS و الذي يوفر وسيلة للحصول على الإحداثيات ثلاثية الأبعاد مباشرة,علما أن الـ GPS يقيس الإرتفاعات الاهليلجية, لكن كي نتمكن من قياس ارتفاعات مهمة فيزيائيا كالارتفاع الأورثومتري فلا بد من وجود نموذج دقيق يعطي بعد الجيوئيد عن الإهليلج (الانفصال الجيوئيدي). ففي بعض مناطق العالم (كماهو الحال في بحثنا) لا يتوافر إلا جيوئيدات عالمية. و هذه الجيوئيدات يتم حسابها كسلاسل من التوابع التوافقية إلى درجة و مرتبة معينة. إن الاختلاف بين السطوح الارتفاعية المرجعية و سطح الجيوئيد العالمي يؤثر في الارتفاع المراد إنتاجه من الـ GPS, و لكن بما أننا نتعامل في هذا البحث مع فروق الارتفاعات, فلا تعد هذه مشكلة.من هنا تكمن أهمية البحث في دراسة إمكانية الحصول على فروق الإرتفاعات باستخدام تقنية GPS التي لا يزيد البعد بينها عن /500 م/ و تحسين هذه النتائج باستخدام نموذج الجيوئيد العالمي /EGM2008/ إضافة إلى مقارنة بين نتائج الفروقات الإرتفاعية من قياسات ال GPS و نموذج الجيوئيد العالمي /EGM 2008/ و بين نتائج التسويتين الهندسية المباشرة و المثلثاتية وصولا إلى نتائج و توصيات من شانها زيادة الدقة في العمل و توفير في الجهد و الزمن.