رغم كثرة ما كُتب عن الحملة الفرنسية من مؤلفات عربية - و غربية، عُرضت فيها دوافع الحملة و مجرياتها و آثارها على مصر خاصةً و المشرق العربي عامةً، إلا أنّ بعض الجوانب فيها تحتاج إلى مزيد من البحث و التقصّي، و كان من الموضوعات التي حظيت باهتمامي، العامة في مصر و موقفها من الحملة الفرنسية، و قد اعتمدت في تقصي هذا الموقف على مصادر إسلامية و غربية و ذلك لبيان وجهات النظر المختلفة فيه. و قد قدّم البحث نبذة عن حياة المؤلف، و هو مؤلف معاصر لأحداث الحملة و شاهد عيان عليها، ثم عرض البحث موقف العامة من الحملة منذ نزولها في بندر الإسكندرية إلى أن وصلت إلى القاهرة، و بعد السيطرة على القاهرة عرض حركة المقاومة التي أبدتها الأقاليم المصرية الأخرى للمحتل الفرنسي، بحيثُ لم تخضع للمحتل بالسهولة التي كان يتوقعها، و قدّم معلومات وافية عن ثورة القاهرة، تلك الثورة التي قامت بها العامة و أذهلت المحتل، بحيث جعلته يعيد سياسته في التعامل مع المجتمع المصري، و بيّن الثورات التي قامت بها العامة في الأقاليم مستغلّةً غياب نابليون في غزو بلاد الشام، و عودته مهزوماً من تلك الأقاليم الشامية، و أوضح المشاعر التي عمت العامة بقدوم الحملة العثمانية لإنقاذ مصر من المحتل، و الموقف الذي وقفته العامة إلى جانب القوات العثمانية عند دخولها القاهرة، أو في التصدي للفرنسيين من العودة إلى القاهرة ثانيةً. رغم الحرائق التي أصابت أحياء القاهرة، و الموت الذي عصف بكثير من السكان بتلك الأحداث، و أخيراً أوضح الفرح الغامر الذي عمّ الناس بالاتفاق العثماني الفرنسي، و الذي تضمن خروج الفرنسيين من مصر و عودة مصر ثانيةً إلى الدولة العلية.