يمكن ربط ضعف فعالية الأدوية المضادة للّانظميات القلبية، و المقدمة بالطرائق الشائعة لتقديم الدواء، بالقيم غير الكافية من مستوى التركيز الدوائي في المناطق المتضررة من القلب. إِذ يجب أن تكون قيم التركيز الدوائي المقدمة للمريض عالية، من أجل الوصول إلى الكمية الفعالة المطلوبة من التركيز الدوائي في المنطقة المستهدفة من القلب، و هذا بدوره يؤدي إلى الظهور الحتمي للتأثيرات الجانبية السلبية للدواء، في أنسجة القلب السليمة و في أنسجة الجسم بشكل عام، مما يؤهب لظهور لانظميات مختلفة في أماكن أخرى من القلب، و يسبب حدوث تراكم الدواء ضمن خلايا الجسم. هدف البحث إلى إثبات أهمية استخدام تقنية التشريد الأيوني، من أجل التحكم في إيصال التركيز الدوائي المناسب و الفعال إلى النسيج القلبي المريض، بشكل مباشر على سطح العضلة القلبية، و ذلك من أجل الاستفادة المثلى من التأثيرات الإيجابية للدواء فى النسيج القلبي المتضرر، و التخفيف من التأثيرات السلبية و الجانبية له على مستوى النسيج القلبي السليم، و كذلك في باقي أنسجة الجسم. كما هدف البحث إلى إثبات أهمية استخدام أقل قيم تيارات تشريد أيوني ممكنة و كافية تجريبياً، قادرة على حث الجزيئات الدوائية على الانتشار في الأنسجة القلبية المستهدفة، و لا تعمل على إثارة الألياف العضلية القلبية أو الألياف العصبية التلقائية (الودية و نظيرة الودية) المعصبة للقلب، فضلاً عن استنتاج المنحنيات التجريبية التي تربط تغيرات محددات عملية التشريد الأيوني لجزيئات الدواء، مع تغيرات تركيز الدواء المنتشر داخل أنسجة قلبية مستأصلة من حيوانات التجربة.