الجودة في التراث العربي: مهارة تعليم الخط


الملخص بالعربية

لم تكن الجودة من إبداعات هذا العصر الحديث، بل ضاربة الجذور عند العرب منذ القديم. و لقد بحثوا هذا الموضوع بشكل معمق في مؤلفاتهم العلمية، إذ كان الشعراء يجلسون و يتبارون في أسواق مكة المكرمة لاختيار أجودهم شعراً، و ذلك من قبل لجنة الجودة التي تحكم على شعرهم. و كان للمعاني - التي عليها مدار النظم و أحكامه - نصيب وافر من الجودة. و لقد أوفى الجرجاني هذا الموضوع حقه من البحث و الدراسة، الذي عاب على الجاحظ اهتمامه باللفظ الظاهر الذي لا يكون له أهمية إلا إذا كانت معانيه سامية. أضف إلى ذلك؛ أن الخط العربي له فضيلة كبيرة في اللغة، و لقد شرفه الله بقوله: ﴿ن و القلم و ما يسطرون ﴾( 1 ). إن قسم الله بهذا القلم، له من الشرف العظيم الشيء الكبير، و إن صاحبه يتبوأ مكانة عالية في الأمة. و إن الكاتب المعتبر هو المقرب من السلطان في معظم الأمور إن لم يكن كلها. و نظراً لما لعلامات الترقيم من أهمية كبيرة في اللغة، و ذلك لمعرفة فواصل الكلام و وصله، و بداية الكلام و نهايته، روعيت معايير الجودة في كل هذه الأمور السابقة، و حظيت بدراسة مستفيضة عند العرب قديماً.

المراجع المستخدمة

الأصفهاني، حمزة بن الحسن. التنبيه على حدوث التصحيف. حققه: محمد أسعد طلس. راجعه: أسماء الحمصي و عبد المعين الملوحي. 1992 م. الطبعة الثانية، بيروت: دار صادر.
أبو تمام، حبيب بن أوس الطائي. ديوان أبي تمام بشرح الخطيب التبريزي. تحقيق: محمد عبده عزام. لا تاريخ. الطبعة الثالثة، القاهرة: دار المعارف بمصر.
الجاحظ، أبو عثمان عمرو بن بحر. الحيوان. وضع حواشيه: محمد باسل عيون السود. 2003 م. الطبعة الثانية، بيروت: دار الكتب العلمية.

تحميل البحث