تَضمن البحث مقدمة تحدد ماهية التنقيب الفكري و الإنتاجية الفكرية، وَ ناَقشّ الباحث العلاقة الترابطية بين الغزارة الفكرية و عملية الإبداع. وطرح البحث تساؤلاً: هل تزايد الإنتاجية الفكرية ضمن زمن محدد تؤثر في جودة الأفكار؟ إِذ يعتقد معظم الناس أن هذه العلاقة هي علاقة تناسب عكسي في حين هي في الحقيقة علاقة تناسب طردي، أي كلما زاد كم الأفكار و سرعتها ازدادت أيضاً الجودة و الكيفية الكلية للأفكار. ثم قَدم الباحث العديد من الأمثلة المشهورة لعلماء سجلت الكتب إبداعاتهم و خلد التاريخ أسماءهم على مر العصور إِذ استخدموا طرائق التنقيب الفكري لانتقاء الأنسب من سلسلة الأفكار المتولدة لديهم ، حائزين بذلك على التصنيف من النوع الأول الذي صنف الناس إلى ثلاثة أنواع: « جون ينوبيرن » للمفكر.؟ « ما الذي يحدث » : هؤلاء الذين يصنعون الأحداث، و هؤلاء الذين يشاهدونها، و هؤلاء الذين يتساءلون و ينتقل الباحث إلى الشروط و المكونات الأساسية للإنتاجية الفكرية المتمثلة في الطلاقة و المرونة و الأصالة الفكرية و الرؤية للموضوع من جوانبه جميعها و بطرائق مختلفة موضحاً ضرورة الابتعاد عن طريقة التفكير الأحادي ،أو ما يدعى الجمود الفكري مؤكداً ذلك من خلال سرد العديد من التجارب التاريخية و الواقعية و ركََّّز الباحث في نهاية البحث على الإنتاجيات الفكرية المتعددة عند ليوناردو دافنشي الذي يعد أهم مبدع على مر العصور، ليكون كنتيجة مؤكدة يثبت فيها أن الأفكار الإبداعية تتولد بعد عملية تنقيب فكري و تطوير و انتقاء للإنتاجيات الفكرية المطروحة. اعتمد الباحث المنهج التاريخي و الوصفي و التحليلي في هذا البحث، جامعاً بين أسلوبي الاستقراء و الاستنباط (الاستنتاج)، مستخدماً الطريقة الموضوعية في الطرح مبتعداً عن الذات و التجربة الذاتية.