يرتبط الرفاه الاجتماعي و الطمأنينة في أي مجتمع من المجتمعات ارتباطاً شديداً بمدى ما يقدم المجتمع من رعاية و اهتمام لعلاج مشكلة الأحداث المنحرفين لأن مشكلة انحراف الأحداث تعد من أهم و أعقد المشكلات الاجتماعية التي تواجه جميع المجتمعات في العالم المعاصر المتقدمة منها أو النامية على حد سواء إذ يشهد هذا العصر تصاعداً مستمراً في انحراف الأحداث الذي يعد خسارة في التنمية البشرية من منظور اقتصادي و اجتماعي معاً. فهو "قوى معطلة عن العمل و الإنتاج، و يفسد جانباً من حياة الأسر و المجتمع و قد أشارت البحوث العلمية إلى أن الجريمة أكثر ما تكون شيوعاً بين الصغار، و أن معظم المجرمين البالغين بدؤوا حياتهم الجنائية منذ الحداثة، حيث اتضح أن 60% من المجرمين ارتكبوا جرائمهم الأولى قبل أن يبلغوا السادسة عشرة" (شفيق، 1996، 365). و تعد مؤسسات الرعاية الاجتماعية على المستوى النظري، الملاذ المؤسسي للأفراد الذين أصابتهم ظروفهم الأسرية و الاجتماعية بأذى، بغض النظر عن درجة هذا الأذى و شدته.