مناهج التأليف الأدبي في القرن الثالث الهجري


الملخص بالعربية

يسلّط البحث الضوء على منهجين رئيسين تتوزّعهما أبرز المؤلّفات الأدبيّة في القرن الثالث الهجري, أوّلهما: منهج الاستطراد القائم على الانتقال العفوي بالقارئ من موضوع إلى آخر, و من فكرةٍ إلى أخرى من دون رابط منطقيّ, بما في كلّ هذا من إيحاءٍ بالاضطراب, و عدم المنهجيّة, و ما يخفي وراءه من دلالاتٍ و نيّاتٍ و آراءٍ قد لا يكون ممكناً التصريح بها, و خير من يمثّل هذا المنهج الجاحظ ت 255هـ الذي يعدّ بحقّ المؤسّس الحقيقي لأسلوب الاستطراد في كتابيه: ( الحيوان , و البيان و التبيين). و ثانيهما: منهج التصنيف و التبويب القائم على ترتيب المفردات المعرفيّة المتجانسة, و وضعها ضمن بابٍ واحد تحت عنوان محدّد, و يعدّ ابن قتيبة ت276هـ في كتابه (عيون الأخبار ) أوّل من شقّ هذا الطريق من خلال تقسيمه كتابه إلى أبواب ينطوي كلّ منها على مجموعة من الأخبار المتجانسة – إلى حدّ ما – لأنّه لا يريد أن يخرج تماماً عن سنّة سار عليها سابقوه و هي الاستطراد, و كان عمله خطوةً رائدة في مجال التصنيف و التبويب, أمّا كتاب (الكامل) للمبرّد ت 285هـ فعلى الرّغم من تقسيمه إلى أبواب إلا أنّه لا يحمل من روح التصنيف شيئاً, و تقسيمه كان شكليّاً فقط.

المراجع المستخدمة

ابن خلدون, المقدمة, منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات, بيروت.

تحميل البحث