شكّلت حركة الصّعاليك الشّعرية أول حركة تمرد في تاريخ الشّعر العربي؛إذ شقّ هؤلاء الصّعاليك، و من بينهم الشّنفرى، عصا الطّاعة، و خرجوا على العرف الشّعري الجاهلي، متمردين، مغيرين، ثائرين، ساعين إلى التّقويم و قهر الاغتراب، و تمرّد الشّنفرى ما هو إلاّ تعبير عن خلجات النّفس الرّافضة الظّلم، و الرّاغبة في الانتقام. إنّه تمرّد مازجه اعتداد بالذّات الإنسانيّة و المتصارعة مع المجتمع، المتنازعة معه؛ لإثبات الوجود، و تجربة الشّنفرى تجربة فريدة تتّصل بموقف التمرد و الاغتراب، ذلك الموقف الذي يمثل واحداً من المواقف الإنسانيّة الأساسيّة في مواجهة الوجود و المجتمع.