يتوجه البحث إلى دراسة (أثر العمى في شعر بشار بن برد)، و ذلك في محاولة لرد الاعتبار للظاهرة الشعرية التي شابها كثيرٌ من التفصيلات التاريخية و الاجتماعية، و هذا يعني أن البحث لن يسعى إلى جمع أخبار بشار المتناثرة في الكتب و المراجع، إلا بما يضيء ما عقد العزم على رصده و هو أثر العاهة (العمى) في شعر بشار، متلمساً الوسائل التعبيرية التي اتبعها في إيصال فنه و بيان الظواهر الفنية و التعبيرية في شعره. و من ثم فإن البحث يثير مجموعة من التساؤلات، و ان كان ليس باستطاعته الإجابة عنها جميعاً، فهذه قدرةٌ لا يتيحها مجال هذا البحث الصغير، بل يحتاج إلى تفرغ و جهد أكبر. من هذه التساؤلات: ما الفرق بين الأكمه و الأعمى و الأعشى؟ و ما المفردة الأصلح للتعبير عن عاهة بشار؟ و السؤال الأهم: كيف للأعمى بشار أن يصور لنا عالماً لم يبصره، و قد تعطلت عينه أي عدسته المصورة؟ ثم ما هي الحواس الأخرى التي طورها و اعتمدها بوصفها بدائل لتصوير العالم الخارجي؟ و ما طبيعة التصوير الحسي في شعره؟ ثم ما مدى انعكاس العمى و تأثيره في شخصيته و شعره و بعض موضوعاته؟