الملخص يشكل الإنسان بيئة المواضيع الكبرى في عصرنا الحالي، لذلك من الضروري دراسة العلاقات الخاصة التي يمكن لمسها في البيئة التي يخلقها المعماريون ومدى تجاوبها مع الإنسان ومتطلباته لخلق فضاءات معمارية أكثر ملائمة لنشاطاته فنادرا ما تكلمت الأبحاث المعمارية عن الفراغ بشكل مباشر، حيث كانت نظرياتها مركّزة حول العناصر الفيزيائية للأبنية ودوافع تكويناتها دون التأكيد على أسبقية الفراغ في العمارة حيث يجب على المعماري أن يصمم خالقاً الفراغ الذي يحيط به أولاً وليس الصيغ الفيزيائية التي ستحمل المعنى الشكلي. ولقد تم تكريس كم قليل من المعمومات لدارسة الفراغات المعمارية ومواصفاتها على وجه التحديد، حيث يعتبر هذا المجال واسعاً جداً وشاملاً، وخاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار موازينه المتدرجة والمتسلسلة، فالفراغات المدنية تُشكَّل بما يناسب ميزان (مستوى) المدينة، وتُشكل الفراغات السكنية بما يناسب ميزان الجوار، وتُشكَّل فراغات الداخل الحميم بما يناسب ميزان المنزل. لذا كان من الضروري توضيح أهمية الفراغ وتحليله بغية إدراكه تماماً باعتباره ركن أساسي من أركان عملية التصمبم المعماري.