كيف تطوّر التّفكير البصريّ؟


استخدم المعلمون الوسائل البصريّة في تعليم تلامذتهم منذ زمنٍ بعيد, فهذا معلّم الأمّة الأوّل (النّبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم) كما جاء في حديث عبد لله بن مسعود- رضيّ الله عنه- قال "خطّ النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم خطّاً مربّعاً, وخطّ خطّاً في الوسط خارجاً منهُ, وخطّ خُططاً صغاراً إلى هذا الّذي في الوسط من جانبه الّذي في الوسط, وقال: هذا الإنسان, وهذا أجلهُ محيطٌ به, أو قد أحاط به, وهذا الّذي هو خارجٌ أملهُ, وهذه الخُطط الصّغار الأعراض, فإن أخطأه هذا نهشه هذا, وإن أخطأه هذا نهشه هذا (البخاري، 1998). 

.أمّا في العصر الحديث فقد ظهر مصطلح التّفكير البصريّ صراحةً في الأوساط التّعليميّة في أواخر الثّمانينيات من القرن العشرين حين ابتكر كلّ من أبيغيل هوسن (ِAbigail Housen), ومدرّس الفنون فيليب ييناواين(PhilipYenawine) استراتيجيات للتّفكير البصريّ لاستخدامها في مناهج المرحلة الإبتدائيّة كبرامج للفنون البصريّة, حيث استخدم الباحثان طريقةً تمّ فيها التّركيز على المتعلّم وتعليمه التّفكير ومهارات الاتّصال باستخدام الصّور والرّسومات والفنون البصريّة, كما استخدم الباحثان الإنترنت في تنمية مهارات استخدام الحاسوب لدى المتعلّمين, وفي إعداد المعلّمين, وقد تمّ تطبيق ذلك وفقاً لمعايير ولاية فلوريدا الأمريكيّة, والّذي كان من نتائجه تحسّن مهارات القراءة والكتابة لدى المتعلّمين في هذه الولاية .بينما ذكر "شيهان" وبايهر أنّ علماء علم نفس (الجشطالت) هم أوّل من تناول التّفكير البصريّ بالتّطبيق والدّراسة وذلك في مطلع القرن العشرين, حيث قام هؤلاء العلماء بدراسة كيفية استخدام الإنسان لعينيه في رؤية الصّورة الكليّة للأشياء, وفي التّعرف على الأجسام وتحديد أماكنها.

وعليه، فإنّ القدرة على التّفكير البصريّ موجودة منذ الأزل طالما يمتلك الإنسان القدرة على التّفكير والرّؤية, ولكن الاهتمام بالتّفكير البصريّ تربويّاً ظهر حديثاً بحسب وجهات النّظر السّابقة, ومازال ينال الاهتمام في الأوساط التّربويّة والتّعليميّة حتّى يومنا هذا.