Last Question
يعتمد إظهار بصمة الإصبع التقليدية على طباعتها بالحبر وهو أمر يترك أثراً نفسيا عند الأفراد لكونه مرتبطاً بالتعامل مع المتهمين والجانيين ، كما تعتمد جودة صورة البصمة على مدى خبرة الشخص المشرف على طباعتها مما يفتح المجال واسعا لوقوع أخطاء شخصية ، ويستغرق الحصول على النتيجة النهائية في البصمة التقليدية وقتاً أطول من بصمة الإصبع الآلية ، حيث تجمع بطاقات البصمات وتنقل معاً جهاز حاسوب البصمات لإجراء عملية البحث والمقارنة وقد تفقد بعض البطاقات او تسقط سهواً او تستبدل بطاقة بأخرى .
أما في بصمة الإصبع الآلية فيتم إنجاز جميع المراحل عبر نظام آلي دقيق جداً ومبرمج سلفاً وتكاد تكون فيه نسبة الأخطاء بسيطة للغاية ما جعل بصمة الإصبع الآلية من الأنظمة المعتمدة حالياً في أكثر دول العالم كأمريكا وبريطانيا وأستراليا والإمارات والعراق وغيرها تباعاً لإمكانات كل دولة نظراً لارتفاع سعر الجهاز المستخدم في البصمة الآلية .
...
أعتمد فقهاء الشريعة الإسلامية الأوائل على البينة فقط في الإثبات الجنائي كشهادة الشهود لاسيما في جرائم الحدود والقصاص ، ذلك لأن البصمة بمفهومها العام لم يكن معروفاً لديهم آنذاك ، إلا أنه يمكن القول بأن موقفهم من الاستدلال بالقرائن التي كانت معروفة في ذلك العهد يمكن أن ينسحب على القرائن المستحدثة وبخاصة قرينة وجود البصمات الظاهرة العلمية التي نبهنا إليها القرآن الكريم .
ويرى بعض الفقهاء المعاصرين أمكانية الاعتماد على بصمة الإصبع في الإثبات أكثر من الاعتماد على شهادة الشهود باعتبار إن أقوال الشاهد إخبار يحتمل الكذب وقرينة البصمة يقينية .
ويرى آخرون أنه ينبغي العمل بقرينة بصمة الأصبع إذا لم تتعارض مع شهادة الشهود ، بينما ترى فئة ثالثة الأخذ ببصمة الإصبع كقرينة على وجود صاحب البصمة في مسرح الجريمة ، وتلقي هذه الفئة عبء إثبات العكس او إثبات سبب مشروع لوجوده في مسرح الجريمة على عاتق المتهم ، ومن ثم فأن وجود البصمات في مسرح الجريمة أو على أداة الجريمة لا تعني بالضرورة أن صاحب تلك البصمات هو مرتكب الجريمة وتظل هذه القرينة ناقصة حتى يتم تأييدها بأدلة أخرى ، أما في جرائم التعزير والجرائم المماثلة لها في القانون الوضعي فيسري عليها العمل بقرينة البصمة .
أما بصمة الأصبع من الناحية القانونية فأنها تعد من أهم القرائن العلمية المستحدثة ولها قيمة برهانية في الإثبات وهي قرينة على وجود صاحبها في المكان الذي وجدت فيه .
ويثار الخلاف حول الاعتماد عليها في حالة عدم توفر أدلة أخرى تسندها ، إذ يرى البعض ضرورة تأييد قرينة بصمة الأصبع بأدلة أخرى ، بينما يرى آخرون جواز الإثبات بالقرائن دونما حاجة إلى أدلة تدعمها باعتبارها دليلا مستقلا ، ويذهب آخرون أيضا إلى أنه لا يجوز للمحكمة أن تبني حكمها على قرينة واحدة ، إذ أن القرينة مهما كانت قيمتها العلمية تعد ناقصة ، أما إذا تعددت القرائن فيجوز للمحكمة أن تستند إليها في الحكم .
في حين تعد بصمة الأصبع اليوم دليلاً مادياً قاطعاً في الإثبات أمام قضاء اغلب دول العالم ، إذ يجوز الاستناد إليها في الحكم ولو لم تؤيد بأدلة أخرى ، أما القضاء العراقي فهو الأخر يأخذ ببصمة الأصبع ويعتبرها من الأدلة التي يجوز الاستناد عليها في الحكم مقيدا ذلك بوجوب استماع شهادة الخبير ببصمات الأصابع حول كيفية إجراء المضاهاة أو المقارنة .
...
عند البحث عن بصمات أصابع للمتهم في مكان ارتكاب الجريمة ينبغي إتباع خطة معينة في البحث عنها تبدأ بمعرفة مكان الحادث وكيفية دخول الجاني وخروجه منه ثم تتبع خطواته وفحص جميع الأشياء المتناثرة على الأرض من الزجاج والأوراق مع العناية التامة للاحتفاظ بها وتحاشي اختلاط بعضها ببعض أو إزالتها لأنها من أهم الأدلة المحسوسة ، هذا وعندما يعثر المحقق على بصمات في محل ارتكاب الجريمة عليه أن يتأكد من أنها تعود إلى الجاني وليس للأشخاص الذين يقيمون في ذلك المحل أو المترددون عليه ، وذلك بأن تؤخذ بصمات الأصابع هؤلاء الأشخاص وتقارن مع البصمات المعثور عليها في محل الحادث للتأكد من عدم عائديتها لهم.
ويجري البحث عن البصمة من خلال وسائل علمية حديثة حيث يتم الإنتقال إلى الأماكن التي يتوقع المحقق وجود بصمة فيها للمتهم او المشتبه به كمناطق الدخول او الخروج لمحل الحادث او الرفوف او الأدراج او الخزانات التي تعرضت للعبث من قبل المتهم او المشتبه به ، وينبغي على خبير البصمات أن يشرع فور وصوله إلى مسرح الجريمة بالمشاهدة والملاحظة والتدقيق وان يتم تصوير محل الحادث وبعد ذلك يمكنه ملامسة أي أثر تم العثور عليه في مسرح الجريمة .
فإذا كان السطح معرضا للهواء والتربة او الندى او الرطوبة وتم مسحه او وضعت بصمة فوق بصمة فان البصمة الأصلية تتغير او تشوه ، أما إذا كانت البصمة داخل مكان مغلق غير مترب ولم تمتد إليه يد إنسان فان البصمة تبقى لمدة طويلة تتراوح ما بين (2-3) أشهر وربما أكثر من ذلك .
...
لقد توصل العلماء ومن بينهم إدوارد ريتشارد هنري و فرانسيس كالتون إلى تحديد أشكال بصمات الأصابع وأعتمدوا بصفة أساسية في هذا المجال على اتجاهات الخطوط الحلمية ومساراتها ووصلوا من خلال ذلك إلى تقسيم البصمات إلى ثلاثة أشكال رئيسية وهي كالآتي:
- المقوسات
إنَّ البصمة المقوسة هي التي تتجه خطوطها – التي قد تكون أفقية منحنية أو مقوسة إلى أعلى- من طرف إلى آخر دون أن تغير اتجاهها وتقسم بدورها إلى نوعين:
* المقوسات البسيطة: وهي التي تتقوس تقوساً بسيطاً أثناء سيرها ثم تنتهي في الجانب الثاني المقابل فتبدو الخطوط وكأنها أقواس .
* المقوسات الخيمية او المرتفعة: وهي التي تدخل الخطوط فيها من أحد جانبي البصمة ولكنها ترتفع في الوسط إلى الأعلى وتتقوس حاداً ثم تنحدر إلى الجانب المقابل فيبدو الشكل الذي ترسمه تلك الخطوط كأنه خيمة ويبدو العمود الوسطي كأنه عمود الخيمة .
- المنحدرات
إنَّ البصمة المنحدرة هي كل بصمة يدور بوسطها خط واحد أو أكثر حول نفسه مكوناً "عروة" وهناك نوعان من المنحدرات:
* المنحدرات الزندية: وهي التي تتجه خطوطها الشكلية والخطوط المركزية عند خروجها نحو الخنصر .
* المنحدرات الكعبرية: وهي التي تتجه خطوطها المركزية والشكلية عند خروجها نحو الإبهام .
- المستديرة
وهي عبارة عن خطوط منثنية بشكل استدارة واحدة على الأقل وتكون حلقية او حلزونية او بيضوية الشكل وتقع بين زاويتين .
- المركبة
وهي التي تحتوي على نوعين او أكثر من المقوسات والمنحدرات والمستديرات ، كوجود منحدرين كاملين في بصمة واحدة او وجود منحدر يحيط بمستدير او مستديرين يحيط احدهما الثاني .
...
لبصمات الأصابع أهميتها في الكشف عن الأمور الآتية:
أ- التوصل الى معرفة الجاني
لقد أثبتت التجارب العلمية بأنه من النادر ألا يترك الجاني "بطاقة زيارته" في مكان الجريمة ، إذ أن كل ما يلمسه من الممكن استخدامه كدليل ضده ، ذلك لأنه سيترك أثره عليه إلا إذا احتاط بلبس قفاز أو فطن إلى إزالة ما تركه من آثار بعد ارتكابه الجريمة .
ومن هنا تبرز أهمية البصمة كأثر جرمي مهم للغاية أمام القضاء الجنائي، إذ لربما تكون وسيلة لحل لغز العديد من الجرائم ، وإذا كانت البصمة في الغالب هي خفية ألا أنها قد تكون ظاهرة في حالة ما إذا كانت مدممة او ملوثة بالدهان او بالشحوم او الغبار .
ب- التوصل عن طريق بصمات الأصابع إلى معرفة سوابق المتهم
حيث تأخذ البصمات قيمتها كبينة معصومة من الخطأ على أساس حقيقتين علميتين وهما:
1- إن الإنسان يحمل في كف يده وأصابعه وكفة قدمه وأصابعها خطوطاً مميزة لا تتغير منذ مولده وحتى مماته .
2- إن هذه الخطوط خاصة بكل فرد ولا تطابق خطوط أي شخص آخر على الإطلاق .
ج- التوصل إلى معرفة المجنى عليه المتوفى
إذا لم يكن معه ما يدل على شخصيته ، فكثيراً ما يعثر على أشخاص في حوادث القتل او الغرق او الحريق لا يحملون ما يدل على شخصيتهم ، فيقوم المحقق بأخذ بصمات يد الجثة ويقوم بعد ذلك بعمل مضاهاة على النماذج المتاحة لدى الجهات المعنية للتحقق من شخصية المتوفى .
ه- تساعد البصمات في معرفة أسم المتهم في جرائم التزوير وانتحال اسم كاذب
قد يتسمى المتهم باسم شخص آخر محاولةً منه للهروب من قبضة العدالة نتيجة لارتكابه جريمة ما ، ومن خلال عمل تحقيق الهوية لدى الجهات المعنية يمكن معرفة حقيقة شخصيته وعدد الجرائم المرتكبة من قبله .
...
بصمة الاصبع في علم الجناية تتمتع بالخصائص التالية:
تتسم بالثبات مدى الحياة
أثبتت تجارب العلماء ثبات البصمة وعدم تغيرها بمضي المدة ، فبصمة الطفل يمكن أن تتحقق بها شخصيته وهو في أي عقد من العمر، إذ تبقى صورة الخطوط البارزة والمنخفضة في البصمة محافظة على شكلها ومميزاتها الدقيقة واتجاهاتها في سن الطفولة والشباب والرجولة والهرم بل وبعد الممات إلى أن يتحلل الجسم ويبلى ، والتغير الوحيد الذي يصيبها هو نموها مع الأصابع تبعاً لنمو باقي أعضاء الجسم ولكن هذا التطور لا ينقص ولا يزيد في عدد الخطوط او في مميزاتها الدقيقة .
- تتسم بعدم إمكانية تغييرها
إنَّ الخطوط الموجودة في البصمة غير قابلة للتغيير، فإذا أصاب الطبقة الخارجية من جلد جرح أتلف خطوط البصمة ، فإن تلك الخطوط تظهر مرة أخرى بشكلها الأصلي عند التئام الجرح بلا تغيير وفي نفس المكان ودون أن يترك أثراً .
أما إذا أصاب الجرح الطبقة الداخلية من الجلد ، فإن آثاره تبقى عليها ولا يمكن إزالتها كما أن البصمة تتلف نتيجة لبعض الأمراض الجلدية كمرض الجذام الذي يصيب طبقة الجلد فيؤدي إلى استواء الخطوط البارزة بالخطوط المنخفضة ، ولقد حاول بعض الجانيين إزالة بصمات أصابعهم او تغيير شكل الخطوط الموجودة عليها ولكن محاولتهم باءت بالفشل وأصبحت آثار هذه المحاولات على بصماتهم علامات مميزة تساعد على التعرف عليهم وتكون بمثابة علامة فريدة مميزة .
- تتسم بعدم تطابقها في شخصين مختلفين
لعل التطبيق العملي لنظرية البصمات لما يقارب قرن من الزمن خير دليل على فردية البصمات فقد يكتشف ضمن ملايين البصمات بصمتان منطبقتان سواء لشخصين او لشخص واحد ، عليه فإنَّ البصمات لا تتطابق بين شخصين مختلفين مطلقاً وقد يتشابه التوأمان في كثير من الملامح لكن تختلف بصماتهما في التفاصيل الدقيقة ولا يوجد تطابق على الإطلاق بين بصمتين لشخصين في أفراد العائلة .
وهذا يؤكد قانون التباين الطبيعي الذي يؤكد إن الطبيعة لا تكرر نفسها في البصمات ، هذا هو الأساس العلمي لنظرية البصمات التي اكتسبت منه حجيتها ، وأصبح المحقق اليوم يعلق نجاحه في الكشف عن الجرائم الغامضة بالعثور على بصمة إصبع او جزء منها بمسرح الجريمة بعد أن أصبح للبصمة السيادة المطلقة بالنسبة لباقي الأدلة .
عليه فإنَّ هذه الخصائص الثلاث هي الأساس الذي يبنى عليه استخدام بصمات الأصابع والأقدام في تحقيق الشخصية .
...
تعرف البصمة في الاصطلاح الجنائي هي تلك الخطوط البارزة التي تحاذيها خطوط أخرى منخفضة والتي تتخذ إشكالا مختلفة على جلد أصابع اليدين والكفين من الداخل وعلى أصابع وباطن القدمين التي تنشأ لدى الجنين وتحمل صفات مميزة لا تتكرر في أشخاص آخرين .
وتعرف أيضا هي كل حافة من حواف أصابع اليدين او أصابع القدمين وكذلك راحة اليد وراحة القدم التي تحمل أثرا طبيعيا تشكل صفا من المسامات تظهر على شكل خطوط منحرفة او متعرجة تفرز عرقا وهذا العرق يترك مسامات على الأجسام الأخرى وهو ما يطلق عليه طبعة البصمة .
...