Last Question
تظهر الدراسات أن هرمون النمو يتواجد في اليوم 11-13 من العمر الجنيني و يزداد تركيزه قبل الفقس بقليل و يستمر بالزيادة بعد الفقس حتى يصل قمته ثم ينخفض مستواه حتى يصل المستويات التي تلاحظ عند الطيور البالغة .أما بالنسبة لتطور إظهار مستقبلة هرمون النمو في الكبد GHR-Growth hormone Receptor فيبدأ ظهور المستقبلة على السطح الخلوي بعمر 17-19 من التحضين ثم يزداد تدريجياً حتى يصل إلى قمته مع بدايات البلوغ الجنسي. و على الرغم من كون النمو الجنيني عند الطيور مشابه لما هو عليه عند الثدييات( مستقل عن هرمون النمو) إلا أنه يبدأ تأثيره على تحفيز النمو عند تفعيل المحور الوطائي النخامي و يتجلى ذلك من خلال ترافق زيادة مستويات هرمون النمو مع زيادة الرنا الرسول الكبدي الخاص بتصنيع مستقبلة هرمون النمو و ذلك بعد الفقس. هذا وإن وجود اظهار سوي من مستقبلة هرمون النمو ضروري للنمو السوي حيث يلاحظ التقزم و تأخر النمو عند الدجاج في حال وجود خلل وراثي في مستقبلة هرمون النمو كما هو الحال عند الدجاج القزمي و كذلك يؤدي الإظهار الزائد لمستقبلة هرمون النمو إلى زيادة النمو كما هو ملاحظ عند ذكور دجاج اللحم سريع النمو بالمقارنة مع الدجاج بطيئ النمو ، ومن الجدير بالذكر هو خاصية مستقبلة هرمون النمو بالتأثر بالتنظيم العكسي Down regulation حيث ينخفض عدد المستقبلات مع ارتفاع مستوى الهرمونات الدموية ويزداد عددها مع انخفاض مستويات الهرمون الدموية. فقد لوحظ ارتفاع في عدد المستقبلات الهرمونية في الخلايا الكبدية عند الدجاج المستأصل منه الغدة النخامية انخفاض عددها عند حقن الهرمون لكل من الدجاج المستأصل منه الغدة النخامية و الدجاج السليم . وبالتالي فإن وجود مستويات كافية من هرمون النمو مع تعبير جنيني طبيعي لمستقبلة هرمون النمو ضروري لإحداث الأثر المطلوب لهرمون النمو.
وهذه المستقبلة تتعطل عند المستويات العالية للهرمون في الدم ، حيث يرتبط هرمون النمو مع المستقبلة بشكل ثنائيات 2:1 في الحالة الطبيعية و تتكون المستقبلة من قطعتين متنافرتين يجمع بينهما جزيء واحد من هرمون النمو عند الارتباط مما يؤدي إلى تفعيل المسارات الاستقلابية الخاصة بتأثير هرمون النمو و لكن عندما تكون كمية هرمون النمو كبيرة في الوسط المحيط بالخلية فإن الارتباط ينقلـــــــب ليصبح 1:1 حيث يرتبط كل جزء مع المستقبلة مع جزيء واحد من هرمون النمو و هذا الارتباط غير فعال ولا يؤدي إلى تفعيل المســــارات الاستقلابية الخاصــة بهرمون النــــــــــــمو و بالتالي لا تــؤدي التراكيــــز العالية إلى إحــــداث الأثر الفيـــــــزيولوجي المطــــلوب .
وكما هو الحال في جميع الهرمونات التي تفرز من الفص الأمامي للغدة النخامية (النخامى الغدية) يتم التحكم بإفراز هرمون النمو بواسطة العوامل الحاثة للإفراز و العوامل الكابحة له حيث يتم تصنيعها في أجسام الخلايا المفرزة العصبية في الوطاء و تنقل هذه الهرمونات عبر محاور هذه الخلايا العصبية إلى نهاياتها المفرزة في البروز المنصف و هي عبارة عن ببتيدات تفرز من الوطاء و تنتقل إلى النخامة الغدية عن طريق الأوعية الدموية(الشبكة الوطائية البابية) و كذلك بواسطة النواقل العصبية التي تؤثر على افرازه بشكل مباشر و التي تتأثر بجملة من الهرمونات المحيطية و المؤثرات العصبية .
و ويتم افراز هذه الهرمونات استجابة لمنبهات نوعية و منها التنبيه العصبي المباشر. والهرمون الببتيدي الحاث لإفراز هرمون النمو هو GHRH الهرمون الحاث لإفراز هرمون النمو وكذلك يحث الهرمون الحاث لإفراز موجه الدرقTRH من افرازه و الهرمون الببتيدي الكابح لإفراز هرمون النمو يدعى سوماتوستاتين Somatostatin و يفرز من الخلايا الجسمية ، وفي دراسات جديدة تبين أن هرمون النمو يفرز من القناة التناسلية صرة فابيريشيوس عند الدجاج و يلعب دورا كهرمون موضعي و جهازي حيث يساهم في تطورهما و يشابه في تركيبه هرمون النمو حتى أن الجين المسؤول عن تشكيله يشابه جين هرمون النمو.
و على الرغم من الدراسات المستفيضة حول دور هرمون النمو إلا أنه ما تزال آثاره معقدة جداً و معظم آثاره غير معروفة بشكل دقيق و هناك بعض الجدل حول أهمية بعض الهرمونات الوطائية الأخرى في التحكم بإفراز هرمون النمو، حيث تختلف أهميتها ما بين الحيوانات و حتى ضمن النوع الواحد فمثلا عند الدجاج تختلف فعالية الهرمون الحاث للموجهة الدرقية عند الصيصان في تحفيز افراز هرمون النمو بالتجارب على الصيصان أو حتى على المزارع الخلوية للنخامة الغدية في تحفيز افراز هرمون النمو بينما لا يلاحظ نفس الأثر على الديوك البالغة .
ولوحظ تأثير تآزري لكل من الهرمون الحاث لإفراز هرمون النمو GHRH مع الهرمون الحاث للموجهة الدرقية TRH و كما هو الحال بالنسبة للهرمونات الببتيدية المفرزة من الوطاء و التي تتحكم بإفراز هرمون النمو هناك أدلة قوية تبرهن على دور الوسائط الكيميائية العصبية في لعب دور منظم لإفراز هرمون النمو عند الدجاج، حيث يلعب الأدرينالين و النورأدرينالين دوراً محفزاً من خلال التأثير على افراز GHRH أو TRH أو GHRIH السوماتوستاتين من النهايات العصبية للخلايا المفرزة الوطائية، و كذلك يبدو أن هناك دور كابح للسيروتونين على افراز هرمون النمو من خلال التأثير المباشر على الخلايا النخامة الغدية المفرزة لهرمون النمو
و يتحكم بافراز هرمون النمو عدد الخلايا المفرزة للهرمون في النخامة الغدية و كمية الهرمون المشكل داخل الخلايا و هذا يعتمد على التعبير الجيني عن هرمون النمو(تصنيع الهرمون) ويحرض هرمون الغريلين Ghrelin المفرز من ظهارة المعدة في حال الجوع افراز هرمون النمو و من المحتمل أن يكون هناك دور لهرمون اللبتين Leptinفي تحريض افراز هرمون النمو.و يتثبط افراز هرمون النمو من خلال التغذية الراجعة للهرمونات التي يزيد هرمون النمو من تشكيلها مثل هرمون النمو الشبيه بالأنسولين النمط ILGF-1 و هرمون التري ايود ثيريونين
...