مجموعة عامة تضم جميع الباحثين
778 Postsتحتل الثروة الحيوانية موقعاً هاماً في القطاع الزراعي السوري من حيث قيمة إنتاجها التي تراوحت بين 28-34 % من إجمالي قيمة الإنتاج الزراعي خلال العقد الأخير. ولما كان توفير المواد العلفية اللازمة لتغذية الثروة الحيوانية وتطويرها وإحداث التوازن البيئي بين الغطاء النباتي والحمولة الرعوية أحد المحاور الهامة في التنمية الزراعية المستدامة ، فقد لزم حصر الموارد العلفية وتحديد قيمتها الغذائية وتقديم الاقتراحات اللازمة لصيانة تلك الموارد وتطويرها لتنمية الثروة الحيوانية وتطوير إنتاجها كما قدرت الاحتياجات العلفية الكلية اللازمة لإنتاج الثروة الحيوانية بنحو 11.3 مليون طن مادة جافة . وأوضحت التقديرات المحلية أن مجموع الموارد العلفية المحلية المستثمرة بلغ 8.795 مليون طن مادة جافة. وتبين أن مخلفات المحاصيل الزراعية تشكل المصدر الرئيسي الأكبر من تلك الموارد العلفية المستخدمة ، إذ تساهم بنحو 72 % من مجموع المادة الجافة وبأكثر من 55% من الطاقة الاستقلابية الكلية وبنحو 36% من البروتين المهضوم مما يدل على أهميتها وضرورة الاهتمام بها واستخدام التقانات المناسبة لرفع قيمتها الغذائية. كما يجب التنويه إلى أن المخلفات بأشكالها المتعددة لا تستثمر بشكلها الكامل والأمثل. ووجد أن هناك ضياع يقدر بنحو 3.5 مليون طن من المادة الجافة على الأقل غير مستغلة . ونظراً لأن الموارد العلفية المحلية رغم تعددها وتنوعها لا تكفي لتغطية احتياجات الثروة الحيوانية فتلجأ السلطات المعنية في سورية إلى الاستيراد ( نحو 2.451 مليون طن مادة جافة ). وقد استنتج أن الموارد العلفية في سوريا غير كافية لتغطية الاحتياجات الغذائية للحيوانات الزراعية نظراً لتدهور هذه الموارد ، وانخفاض طاقتها الإنتاجية ، وضياع جزء كبير منها .
لم يواكب إنتاج الأعلاف بمختلف أنواعها وأشكالها تطور الأعداد الحيوانية ، مما يؤدي إلى اختناقات إنتاجية تعكس على إنتاجية الوحدة الحيوانية وعلى أسعار المواد العلفية والمنتجات الحيوانية. ويعزى نقص الإنتاج الحيواني إلى انخفاض مستوى التغذية وتذبذب توفر المواد العلفية في الوقت الإنتاجي المناسب. وتبين أن الموازنة العلفية في سورية تعاني في المرحلة الراهنة عجزاً في المادة الجافة والطاقة والبروتين. توفر المخلفات الزراعية والمخلفات الصناعية (42.6%) أكبر نسبة من الاحتياجات الغذائية للحيوانات في المرحلة الراهنة ، تليها الحبوب (41.1%) ، ولا تشكل نسبة المحاصيل العلفية المزروعة أكثر من 2.6% في الموازنة العلفية ( ورده ، 2008 ).
تؤثر الملوحة الزائدة للتربة في إنتاجية العديد من المحاصيل ، حيث مجال خسارة الإنتاج من المحصول يتراوح بين خسارة طفيفة وخسارة كامل المحصول ، ويعتمد ذلك على نوع المحصول ودرجة حساسيته لمشكلة الملوحة يسيطر في أغلب الترب المتملحة الصوديوم Na+ والكلور Cl- هما الأيونين المسيطرين وعادة يتجاوزان حاجة النبات . إن زيادة الأملاح في منطقة الجذور تسبب الجهد الأسموزي osmotic stress الذي ينتج عنه اضطراب علاقة ماء- نبات ، الذي يؤثر على الامتصاص والإفادة من المواد المغذية (المغذيات) الضرورية للنبات ، وأيضاً في تراكم الأيون السام. كنتيجة لهذه التغيرات فان نشاط الأنزيمات المختلفة وأيض النبات يتأثر كما أن بعض النباتات قادرة على تحمل الإجهاد الملحي والجفاف بتخفيض الجهد الحلولي الخلوي cellular osmotic potential كنتيجة لزيادة كلية في تراكم المادة المذابة في عملية تسمى التعديل الحلولي osmotic adjustment حيث يعتبر التعديل الحلولي آلية التأقلم الرئيسية للنبات تحت الإجهاد الملحي والمائي .
ويرى أحد الباحثين أن ملوحة التربة تؤثر بشكل كبير في سير العمليات الفيزيولوجية في أجزاء النبات ، كما تؤثر في التركيب التشريحي والمورفولوجي لأنسجة النبات. وفي تجربة تبين إعاقت الملوحة نمو الأوراق والجذور في المحاصيل المزروعة كما انخفضت معدلات النمو لأجزاء النباتات المجهدة . وتشير الدراسات إلى أن الأنواع النباتية تختلف عن بعضها البعض في تحملها أو حساسيتها للملوحة ، ويختلف تأثير الملوحة على النباتات ضمن النوع الواحد باختلاف الأصناف ، وحتى ضمن الصنف الواحد باختلاف مراحل النمو والظروف البيئية ويكون تأثير ملوحة التربة أكثر وضوحاً في المرحلة الأخيرة لنمو محاصيل الحبوب ( مرحلة امتلاء الحبوب ) حيث يحدث النضج القسري للحبوب نتيجة الإجهاد الملحي ويؤدي ذلك عادةً إلى انخفاض وزن الحبة. ويحدث الضرر الملحي عندما تكون التربة ذات ملوحة مرتفعة ، وعندما يكون ماء الري رديء النوعية بسبب ارتفاع نسبة الأملاح فيه ، ففي مثل هذه الحالة تتعرض الحبوب لنوعين من الضرر: الأول حدوث نوع من التسمم المباشر لعدد من الحبوب ، والثاني هو رفع تركيز محلول التربة بحيث يصعب على الحبوب امتصاص الماء لتأمين الرطوبة اللازمة لبدء نشاط الجنين وبالتالي لحدوث الإنبات (يحدث جفاف فسيولوجي). أي أن الرطوبة موجودة ولكن غير متاحة للبذور ، أو أن تنتش الحبوب وينبت جزء منها ضعيفا والجزء الآخر ينتش ولا يتمكن من الإنبات .
بيّنت نتائج تجارب الإنبات على القمح والشعير والذرة الصفراء في ترب ذات ملوحة مختلفة. حيث اختبرت سرعة الإنبات بعد (3 – 4) أيام و قوة الإنبات بعد ثمانية أيام ، فتبين أن الشعير استمر في الإنبات بنسب 100% في تربة ذات ملوحة قدرها 1.6% وكذلك الذرة الصفراء أما القمح فقد كان إنباته معاقاً بصورة كبيرة في هذه التربة. ووجد في تجارب إنبات على أصناف مختلفة من الذرة والشعير ، أن نسبة الإنبات تنخفض عموماً مع ارتفاع محتوى التربة من الأملاح الكلية الذائبة مع ملاحظة وجود بعض الاختلافات بين الأصناف المستخدمة.
يؤدي الإجهاد الملحي إلى الانخفاض في الوزن الرطب والوزن الجاف لمختلف أجزاء النبات ، ويؤدي بالتالي إلى انخفاض نمو النبات وبالإضافة إلى ما سبق تعمل ملوحة التربة على تأخير الإنبات وتقليل عدد النباتات. ولقد وجد أن ارتفاع محتوى التربة من الأملاح الكلية الذائبة ترافق مع تضاؤل في المساحة الورقية وانخفاض في إنتاج المادة الجافة للأوراق والسوق والجذور على حدٍ سواء.
كما تشير نتائج العديد من الدراسات والأبحاث إلى أن نمو المجموع الجذري أقل تأثرا بالإجهاد الملحي من نمو المجموع الخضري ، إذ تزداد نسبة الجذور إلى الأجزاء الهوائية في النبات في مثل هذه الظروف في حين تبين أن الإجهاد الملحي يثبط من نمو وتطور الأوراق والاشطاءات ، لكنه يحث على النضج.
كما وجد أن معدل الاشطاء في الشعير ينخفض بشدة تحت ظروف الإجهاد الملحي ، ويمكن للاشطاءات النامية أن تموت دون أن تستطيع النمو وحمل السنابل تحت ظروف الإجهاد الملحي الشديد ، وقد لا ينمو إلا الساق الرئيسية وتصل إلى مرحلة إنتاج الحبوب. بينما وجد في دراسات أخرى أن زيادة مستويات الملوحة خفّضت من العدد الكلي للاشطاءات في النبات ، كما خفّضت بشكل معنوي جداً من عدد الاشطاءات المنتجة بالمقارنة مع الاشطاءات الكلية المتشكلة .