مجموعة عامة تضم جميع الباحثين
778 Postsبقيت الآلية الإمراضية لتكون البردة لفترة طويلة من الزمن موضع جدال قوي بين العلماء, فقد اعتبرها أوائل الكتاب كشعيرة داخلية متوقفة عن النمو لذلك أسماها ARLT عام 1858 بالشعيرة الجاسئة, في حين اعتبرها DEWECKER عام 1867 كيسة احتباسية في غدة ميبوميان, و لكن طرأ تبدل على هذه الأفكار بعد أن أثبت DEVINCENTIS عام 1875 أن هذه الآفة هي عبارة عن ورم حبيبي في غدة ميبوميان, و لكن هذا الاكتشاف لم يحل الجدال بين العلماء بشكل كامل, فقد ظهر هناك جدال جديد حول موضوع التغيرات التي تصيب الغدة, حيث اعتبر FUCHS عام 1878 أن التغيرات الغدية بدئية, في حين يعتقد آخرون أن التغيرات الغدية ثانوية و أنها حصلت نتيجة للتغيرات الحادثة في الأنسجة المحيطة.
وقد شخص DEUTSCHMAN عام 1891 الآفة على أنها من أنواع التهاب الأجربة الشعرية, سماها بالتهاب الأجربة الشعرية المزمن الضخامي.
عام 1893 اعتبر DEYL و هو أحد مؤيدي النظرية الاحتباسية لتشكل البردة أن تشكل الكتلة جاء نتيجة لانسداد أقنية الغدة و احتباس المواد الغدية المفرزة.
و اعتبر PALERMO عام 1896 أن البردة عبارة عن ورم حبيبي ناجم عن جسم أجنبي مخرش وهذا الجسم الأجنبي قد يكون فيزيائياً أو كيميائياً, و قد استند إلى هذه النظرية عدد من الدراسات أجراها عدد من العلماء, حيث وجدوا أن احتباس المفرزات الدهنية للغدة يلعب دور جسم أجنبي مخرش يثير تفاعلاً تجاه هذا الجسم الأجنبي مؤدياً لتشكيل نسيج حبيبي غني بالخلايا العرطلة.
لقد أجريت عدة دراسات على حيوانات التجربة كالقطط, و خنزير غينيا, حيث تم الحصول على تغيرات مشابهة لما يحدث في البردة, و ذلك بإجراء حقن لمواد كيميائية مخرشة داخل أنسجة الحيوانات, ففي عام 1926 حقن SCHALL دهناً معقماً من خروف تحت جلد حيوانات التجربة, في حين أن LEVADITI عام 1934 حقن شمعاً أصفر لهذه الحيوانات حيث لاحظ وجود عدد من التغيرات حول الغدد الدهنية في جلد الحيوانات, منها وجود حوادث مشابهة للتنخر الدهني, أو حدوث ما يسمى بالنسيج الحبيبي اللمفاوي, هذه التغيرات التي تشاهد في أمراض البنكرياس أو قد يشاهد تغيرات تالية لردة فعل تجاه جسم أجنبي, في جميع الحالات السابقة فإن الصورة النسيجية واحدة, و إن النسيج المحيط يميل لأن يكون شديد التأثر لانتشار الخمائر الحالة للدسم, وهذه الظاهرة تفسر أسباب امتداد البردة الخارجية تحت الجلد.
دراسات أخرى اعتبرت أن البردة هي التهاب مزمن ذو سير بطيء, و قد حصلت هذه الدراسة على عدد كبير من المدافعين, و قد اعتبرت هذه الدراسة أن أنواعاً عديدةً من العضويات متورطة في هذه الآفة ومنها: العصيات السلية, المكورات, نوع من الطفيليات الدويدية الجفنية, والأوالي. و لقد رد SCHREIBER عام 1924 على الدراسة السابقة و ذلك بعد دراسة طويلة و متصلة لحالات البردة فوجد مايلي: إنه من الصحيح أن البردة قد تحتوي على العديد من العضويات, و لكن من الصحيح المماثل أن هذه العضويات تشاهد مصادفةً, و ليست مسببة للآفة.
و بعض العلماء اتهموا في دراستهم نقص فيتامين A في مصل الدم كسبب مؤدٍ لحدوث البردة, في حين يفسر LANGSTON أن البردة من الأمراض الشائعة و التي تتشكل كنتيجة مزمنة لشعيرة شافية.