تتم عملية تجمع الحبيبات الأولية لتكوين حبيبات مركبة عن طريق مواد لاحمة, وهذه المواد إما أن تكون كيميائية مثل كربونات الكالسيوم أو أكاسيد الحديد والألمنيوم, أو أن تكون مواد عضوية مثل بقايا النباتات التي تموت وتكون مواد عضوية لاحمة, ومن هنا تظهر أهمية الحفاظ على محتوى التربة من المادة العضوية لضمان ثبات هذه الحبيبات المركبة.
تعد المادة العضوية إحدى محسنات البناء الأرضي وذلك عن طريق زيادة مقدرة التربة الرملية على حفظ الماء وتحسين تهوية التربة الثقيلة. وتقليل الجريان السطحي للماء ومن ثم تقليل انجراف التربة. إن تأثير الغرويات الدبالية في الصفات الفيزيائية للترب له حدان، ففي الترب الخفيفة تزيد الغرويات الدبالية من تماسك بناء التربة وتجمعاتها الحبيبية وتحسن نظامها المائي, وعلى العكس من ذلك فهي تخفف من التماسك الكبير وتضعف النفاذية للترب الثقيلة الطينية .كما وتسهم المادة العضوية في تكوين بناء التربة وثباته من خلال التحام الحبيبات الفردية وربطها وتكوين التجمعات الحبيبية الأولية, ويكون ذلك غالباً عبر كاتيونات تعمل جسور اتصال بينها ، إضافةً لما سبق تساعد المادة العضوية في تحسين الخواص الفيزيائية للتربة وتحسين النظام المائي و الهوائي للتربة وتزيد من قدرة التربة على تشكيل تجمعات كبيرة الحجم وترفع من ثباتية البناء مما يقلّل من تعرّض التربة للانجراف . كما وتلعب المادة العضوية دور المنظّم لـpH التربة مما ينعكس في النهايةعلى نشاط الكائنات الحية في التربة التي تسهم في تحسين بناء التربة .
لوحظ أن المواد العضوية الغروية لها تأثير في بناء التربة وذلك لعملها على تنظيم التجمعات وتثبيتها، كذلك فإن الإفرازات الجهازية والنواتج اللزجة للميكروبات قد تؤدي إلى تحسين بناء التربة. لذا تجب إضافة المادة العضوية بشكل دوري للتربة، كما تؤثر أكاسيد الحديد والألمنيوم في بناء التربة لكونها تمتلك خواص غروية غير عكسية، وللحديد والألمنيوم شحنة كهربائية موجبة ثلاثية تقوم بدور الربط بين الشحنات السالبة في الطين وتجعلها ملتحمة بعد الجفاف .
يؤثر بناء التربة في العديد من خواص التربة: مثل مقدرتها على الاحتفاظ بالرطوبة، وحركة الماء والهواء فيها، ونمو جذور النباتات، وسهولة الحرث، والتعرية. يهتم المختصون بالزراعة بالحصول على تربة مفككة، وعالية المسامية والنفاذية، وخاصة في الجزء السطحي من التربة. إن معادن الطين والإلكتروليتات الموجودة في التربة وعلى الأخص مركبات الكالسيوم لها دور إيجابي في تكوين التجمعات الترابية بينما يلعب الصوديوم دوراً عكسيا إذ يميل إلى تفريق الحبيبات الفردية وبعثرتها .