تعرَف التربة الخصبة بأنها التربة القادرة على تأمين كل احتياجات النباتات من العناصر الغذائية المعدنية القابلة للإفادة بنسب متوازنة، مع قلة وجود المواد السامة المثبطة للنمو وامتيازها بخواص فيزيائية مناسبة لنمو الجذور وانتشارها. وتعرَف التربة المنتجة بأنها التربة التي تتوافر فيها الشروط السابقة إضافة إلى وجودها في منطقة بيئية تتمتع بتوفر الحرارة والرطوبة والإضاءة المناسبة لنمو وتطور النباتات.
وبالتالي فإن الترب الخصبة يمكن أن تكون ترباً خصبة منتجة أو أن تكون ترباً خصبة غير منتجة كالترب الواقعة في المناطق الجافة ونصف الجافة والتي يمكن أن تكون على درجة عالية من الخصوبة إلا أن إنتاجيتها مشروطة بتأمين عنصر أساسي من عناصر النمو ألا وهو الماء.
و يعتقد بأن السبب الأساسي الذي يكمن وراء انخفاض خصوبة التربة هو الإخلال في ميزان العناصر الغذائية في التربة، بحيث يتم امتصاص كميات كبيرة من العناصر الغذائية من قبل المحاصيل والتي تفقد من التربة عند الحصاد دون أن يتم تعويضها لاحقاً. كما أن انخفاض خصوبة التربة يُعد من أهم أسباب انخفاض الإنتاجية في كثير من الترب حول العالم. وقد تبين وجود تغيرات ملحوظة في الخصائص المورفولوجية والفيزيائية والكيميائية للتربة وانخفاض في خصوبتها في الزراعات التقليدية أكثر منه في حالة الأراضي الحراجية، كما أنه كلما انخفضت خصوبة التربة، ضعف تماسك حبيبات التربة وأصبحت أكثر عرضة للتعرية. ويرى بعض العلماء أن التربة تحتوي عموماً على كميات كبيرة من العناصر الغذائية، ولكن نسباً قليلة منها تكون متاحة للنبات، والكميات المتاحة من العناصر المغذية للنبات تًحددها الخصائص الكيميائية والفيزيائية والبيولوجية للتربة.
و يعتقد أن موضوع انخفاض خصوبة التربة لم يلق اهتماماً كافياً في مجال الأبحاث الزراعية، وذلك بسبب صعوبة تقييم خصوبة التربة الناجم عن التعقيدات في خصائصها الكيميائية وبطء التغيرات التي تتم خلالها, إضافةً للتقلبات الموسمية وتأثيرها في خصوبة التربة والاختلاف في طرائق تحليل التربة، ولهذه الأسباب مجتمعة استُخدمت تقنيات مختلفة لتقييم درجة انخفاض خصوبة التربة كالاعتماد على انخفاض مستوى المادة العضوية في التربة ودرجة اﻠpH وتبادل الايونات ومقدرة التربة على إمداد النباتات بالعناصر المغذية. كما شكَلت التغيرات المناخية مشكلة حقيقة في مجال تقييم خصوبة التربة نتيجة تأثيرها في بعض المؤشرات الخصوبية, كتأثيرها في محتوى التربة من المادة العضوية من خلال الارتفاع في درجة حرارة التربة ، وما ينجم عن ذلك من تأثير في الجزء القابل للتحلل من المادة العضوية وتغير مستوى رطوبة التربة وما ينجم عنه من تأثير في محتوى التربة من العناصر الغذائية القابلة للإفادة .
يوجد طرائق عدة لتقييم مستوى خصوبة التربة وتحديد مدى الحاجة لإضافة العناصر المغذية الأساسية، بعض هذه الطرائق يعتمد على تحليل التربة، وبعضها الآخر يعتمد على التحليل النباتي أو دراسة الأعراض الظاهرية لنقص العناصر المغذية أو على الاختبارات الحيوية ويبقى تحليل التربة الأساس الذي لا غنى عنه عند تقييم خصوبة التربة وتعتبر اختبارات التربة سهلة واقتصادية ويمكن الاعتماد على نتائجها بشكل واضح ومحدد، كما يمكن إجراء اختبارات التربة في أي وقت من السنة تقريباً، بينما يقتصر استعمال تحليل النبات على موسم النمو، وبشكل عام يكون استخدام التحليل النباتي في تقدير حالة الخصوبة مفيداً في حالة المغذيات التي لا تتغير بتغير اختبار التربة، كما أنه يستخدم بشكل واسع في المحاصيل ذات القيمة الاقتصادية العالية، حيث يتطلب الأمر تحكماً شديداً في التغذية النباتية خلال موسم النمو.
كما أن المحافظة على الحالة الخصوبية للتربة أو تحسينها يعد من الخطوات المهمة لديمومة إنتاجية الغابات والمراعي وأراضي المحاصيل، وعلى خلاف بعض عوامل الإنتاج الأخرى فإن خصوبة التربة تخضع لسيطرة الإنسان، وقد يكون حل مشاكل نقص التغذية الشديد حرجاً للغاية، وإن الفائدة القصوى يمكن الحصول عليها من برنامج الخصوبة الذي يكون مقترناً بمعاملات أو ممارسات تضمن ظروفاً أكثر ملائمة لنمو النبات وتشمل تلك الممارسات استعمال أصناف نباتية ملائمة ومتأقلمة مع البيئة عالية الإنتاج، ومعالجة مشكلات التربة الناجمة عن التملح وسوء الصرف، ومكافحة الأمراض والحشرات الضارة، والحد من فقد التربة بالإنجراف.