يتميز العلم في الفلسفة بأربع خصائص أساسية يمكن أن نوجزها فيما يلي:
دراسة الظواهر الحسية: إن الدراســة العلمية تنصب على ظواهر الطبيعة أو الوقائع الحســية، فلا شــأن للعلم بعالم ما فوق الحس، وإنما هو يدرس ظواهر محسوسة ملموسة أمامنا: ظاهرة المطر، ظاهرة الغليان ارتفاع الحرارة أو انخفاضها، النبات، ونموه، طبقات الأرض.. إلخ، فهو باختصار يقوم بتفســير ظواهر الكون المادية الحسية عن طريق «استقراء» هذه الظواهر (لاحظ أن كلمة الاستقراء تعني ً حرفيا «قرأ بإمعان» فالبحث العلمي هو قراءة دقيقة لظواهر الطبيعة).
تحويل الكيف إلى كم: يتميز العلم بأنه يحيل الكيف إلى كم، والكيف هو وقع الأشــياء على الحواس. فطعم الشــاي على لسان شاربه «كيف»، وملمس الماء على أطراف الأصابع «كيف»، والضوء الأخضر الذي تراه العين «كيف»، والصوت العذب في أذن الســامع «كيف» ... إلخ وهذه كلها كيفيات نجدها في حياتنا اليومية، لكن العلم لا يكتفي بهذه الإحساسات الشخصية الذاتية، فالعلم موضوعي، ولهذا نراه يشترط تحويل إدراكنا الكيفي للأشياء إلى إدارك كمي (والكم هو ما يمكن لأي إنسان قياسه). فإذا ما تحدثنا عن الحار والبارد والدافئ، فإن علم الطبيعة يحولها إلى درجات يمكن قياسها بالأرقام، حتى أن البارد والدافئ يصبح «درجة حرارة» معينة، كما يرجع الضوء إلى طول الموجات أو قصرها.... والصوت إلى سعة الذبذبات... وهكذا.
التراكم المعرفــة العلميــة «تراكمية». فكل جيل من العلماء بما يكتشــف من قوانين يشــيد ً طابقا في البناء ً في نطاقها، العلمي، ثم يأتي الجيل الثاني ليكشــف عن مجموعة أخرى من القوانين تكون أكثر شــمولا ولهذا يشبهون المعرفة العلمية بالبناء الذي يقام ً طابقا فوق طابق مع فارق أساسي هو أن سكان هذا البناء ينتقلون ً دوما إلى الطابق الأعلى، فهم كلما شيدوا جديداً انتقلوا إليه، وتركوا الطوابق السفلى لتكون مجرد أساس يرتكز عليه البناء.
المنهج التجريبي: يســتخدم العلم في دراســته للظواهر منهج البحث التجريبي، وهو أساس من أسس الدراسة العلمية بــل هو العنصر الثابت في كل معرفة علمية، لأن مضمون هذه المعرفة والنتائج التي نصل إليها تتغير على نحو مستمر، أما المنهج فيظل ً ثابتا مهما تغير المضمون والنتائج
هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا