إن الحمية الغذائية وتنوع الطعام قد يسهم في التصدي لأنواع السرطانات المختلفة بما في ذلك سرطان الرئة والبروستات والمعدة والمريء والبنكرياس.
وعموماً فإن للفواكه والخضروات والألياف تأثيراَ وقائياَ ضد السرطان في حين نجد أن اللحوم الحمراء والمصنعة تزيد من خطر الإصابة بالمرض.
وفيما يتعلق بالفيتامينات فالدراسات متناقضة حيث نجد أن بعض الدراسات يؤيد دورها الإيجابي والبعض الأخر ينفي هذا الدور. ونذكر أن نصف الوفيات من مرض السرطان يعود إلى أورام الرئة والأمعاء والثدي والبروستات، وكل هذه الأمراض متعلقة مباشرة بالحمية الغذائية.
كما لوحظ أن عدد الإصابات السرطانية في بلدان العالم الثالث قليلة إذا ما قورنت بعدد الإصابات في الدول الغنية، ولوحظ أيضا أن عدد المصابين من المهاجرين القاطنين في أوروبا وأمريكيا الشمالية في اطراد. ويرجع المحللون ذلك إلى دور العامل البيئي في نشوء المرض. هذا الدور يمكن تجنبه وتجاوزه بصورة جدية للتغلب على أسباب نشوء هذا المرض. ونقصد بالعامل البيئي هنا بمقدرات البيئة الغذائية، فهي كالسيف ذو الحدين، إما منشطة للمرض وإما مقاومة له. فقد لوحظ أن عدد المصابين بالأمراض السرطانية في منطقة البحر الأبيض المتوسط الغنية بالفواكه والخضروات أقل منها في بريطانيا الأقل اعتماداً على هذه الأطعمة لقلة إنتاجها محلياً.
ولذلك يجب تناول الفواكه والخضروات بصورة منهجية ويومية ورفع الاستهلاك لمادة الألياف من 12 غرام إلى 18 غرام يومياً. أما كمية اللحم الأحمر فيجب ألا تتجاوز 80 غرام يومياً وذلك اعتماداً على نصائح صندوق البحث السرطاني العالمي The World Cancer Research Fund) .
كما أن نوعية الغذاء تحدد خطر إصابة السيدات بسرطان المبيض وفقًا لاكتشافات دراسة طبية واسعة أجريت في الولايات المتحدة مؤخراً، حيث إن الفتيات اللواتي يستهلكن غذاءً غنياً بالفواكه والخضروات في مرحلة المراهقة أقل عرضةً لخطر الإصابة بسرطان المبيض. وأوضح الباحثون في تقرير "البحث عن دور الغذاء ونمط الحياة وأثرهما في خطر إصابة المرأة بسرطان المبيض" أن المواد المضادة للأكسدة المتوفرة بكثرة في الفواكه والخضروات تحمي من العديد من الاضطرابات والأمراض وأنواع متعددة من السرطانات عبر معادلة تأثيرات الجزيئات الضارة التي تعرف بالجذور الحرة free radicals في الجسم.
و وجد الباحثون لدى متابعتهم أكثر من 80 ألف سيدة تراوحت أعمارهنَّ ما بين 30 و55 عاماً، طُلب منهنَّ تحديد نوعية غذائهنَّ وسلوكياتهنَّ الإنجابية وعادات التدخين واستخدامهنَّ للمكملات الغذائية دون أن تملك أي منهن تاريخاً عائلياً لإصابات سابقة بالسرطان، أن خطر الإصابة بسرطان المبيض كان أقل عند السيدات اللاتي استهلكنَّ حصتين ونصف يومياً على الأقل من الفواكه والخضروات في مرحلة المراهقة بنسبة 46%، في حين لم يظهر هذا الارتباط نفسه بين استهلاك الخضروات والفواكه وخطر الإصابة بالمرض بين السيدات اللاتي تجاوزن هذه المرحلة إلى مرحلة أكبر. وأشار الباحثون في هذه الدراسة التي نشرتها مجلة "Cancer" إلى أن سرطان المبيض قد ينتج عن تأثير الجذور الحرة على المادة الوراثية "DNA" في فترات خصوبة المرأة وسنوات الإنجاب، مشيرين إلى أن السيدات اللاتي أنجبن عدداً أكبر من الأطفال وأرضعنهم طبيعياً واستخدموا أقراص منع الحمل التي تؤخذ عن طريق الفم، يتعرضن لخطر أقل للإصابة بهذا المرض الذي يعتبر خامس الأمراض السرطانية شيوعاً بين السيدات الأميركيات وفقاً لإحصاءات جمعية السرطان الأميركية.
وفي دراسة أخرى نشرت في المجلة نفسها تفيد بأن استهلاك الخضر والأسماك يحمي السيدات من سرطان المبيض، في حين أن الاستهلاك المتكرر للحوم الحمراء والأطعمة النشوية يزيد هذا الخطر.