شهد العالم تغيرات سريعة في بيئة الأعمال، وتمثل التغيرات العالمية تحديات أمام زيادة قدرة التنافس، وخاصة باستخدام الوسائل الإلكترونية، مثل الحاسبات الآلية وشبكات الاتصال، فدخلت البشرية القرن الحادي والعشرين في ثورة علمية هائلة لم يسبق لها مثيل، ولم يعد استخدام التكنولوجيا مقتصرًا على الشركات والمؤسسات الضخمة، بل أصبح أيضًا في متناول الأفراد، في ظل انخفاض أسعار هذه الوسائل، وصغر حجمها وسهولة استخدامها.
أصبحت البرمجة السحابية من أكثر الموضوعات التي جذبت اهتمام المعنيين بالمجال المعلوماتي، من محللين وباحثين ووسائل إعلام، بسبب الفرص المتعددة التي تمنحها للمؤسسة، وتهدف البرمجة السحابية إلى الارتقاء بالخدمات الإلكترونية المقدمة من المؤسسات إلى مستويات أعلى، وتحسين الكفاءة، وتقليل العبء الإداري، وترشيد نفقات البنية التحتية التكنولوجية، وفي تجويد عمليات الدعم الفني.
مفهوم الحوسبة السحابية
أضحى اهتمام الدول والمؤسسات بتطبيق الإدارة الإلكترونية، فبدأت تسابق الزمن لتوفير الخدمات الإلكترونية السهلة في القطاعين الحكومي والخاص، ومن أحدث تلك التقنيات التي يمكن الاستفادة منها في تطبيق الإدارة الإلكترونية ما يسمى بالحوسبة السحابية.
فالسحابة تعبير يشير إلى الإنترنت في مخططات الشبكات، وعرف على أنه رسم أولي لسحابة يستخدم لتمثيل نقل البيانات من مراكز البيانات إلى موقعها النهائي في الجانب الآخر من السحابة، وجاءت فكرة البرمجة السحابية حيث قال جون مكارثي الأستاذ بجامعة ستانفورد، عن الفكرة : "قد تنظم الحوسبة لكي تصبح خدمة عامة في يوم من الأيام، وكان منطلق الفكرة من شبكة الهواتف الأرضية.
ظهرت السحابة الإلكترونية كحل عملي بعد توفر البنية التحتية لشبكة الإنترنت، وأصبح "الاتصال" لا يشكل عائقًا أمام ملامسة السحاب، خاصة بعد الطفرة في إصدار الهواتف الذكية والتي حملت خصائص الاتصال بالشبكة العنكبوتية Internet، وإمكانية التعاطي مع المعلومات والملفات على الشبكة وعلى رأسها الوسائط المتعددة، فالكثير لديهم E-Mail، وهذا البريد قد يكون في Google، Yahoo أو غيرهم.
نظــام البريد الإلكتروني الذي توفــره أي شركة على الشبكة عــبارة عـن تطبيق من تطبيقات الحوسبة السحابية (Cloud Computing).
عرفت الحوسبة السحابية بأنها " تكنولوجيا " تعتمد على نقل المعالجة ومساحة التخزين الخاصة بالحاسوب إلى ما يسمى السحابة، وهي مركز بيانات يتم الوصول إليه عن طريق الشبكة، وبهذا تتحول برامج تكنولوجيا المعلومات من منتجات إلى خدمات، حيث تساهم هذه التكنولوجيا في إبعاد مشاكل الصيانة وتطوير الأنظمة عن الشركات المستخدمة لها، وبالتالي يتركز مجهود الجهات المستفيدة على استخدام هذه الخدمات فقط.
متطلبات تطبيق السحابة الإلكترونية
إن مشروع السحابة الإلكترونية يحتاج إلى تهيئة البيئة المناسبة لطبيعة عمله، كي يتمكن من تنفيذ ما هو مطلوب منه، وبالتالي يحقق النجاح والتفوق، وإلا سيكون مصيره الفشل، ويسبب ذلك خسارة في الوقت والمال والجهد، فالسحابة هي ابنة بيئتها تؤثر وتتأثر بعناصر البيئة المحيطة بها كافة، وتتفاعل مع كل العناصر السياسية والاقتصادية والإدارية.
مزايا اللجوء إلى الحوسبة السحابية
إن فوائد الحوسبة السحابية واسعة النطاق وبعيدة المدى، باعتبارها شكل من أشكال الحوسبة التي تعمل على تحسين تنفيذ الأعمال، إن من أهم هذه المزايا تقليل تكاليف البنية التحتية استراتيجيًا، وتقليل الاعتماد على الموارد والمهارات التكنولوجية المحلية، بالإضافة إلى المرونة المنشودة في ظل التطور السريع والمستمر في تكنولوجيا المعلومات.