ما هي استراتيجية شبكات التّفكير البصريّ ؟


إنّ استراتيجية شبكات التّفكير البصريّ القائمة على استراتيجيات ما وراء المعرفة، واستراتيجيات التّمثيل المعرفيّ (خرائط المفاهيم، والاستراتيجية العنقوديّة، واستراتيجية خرائط العقل) الّتي ظهرت في الولايات المتحدّة الأمريكيّة خلال الخمس وعشرين سنة الماضية تختلف عنها في طريقة بناء المعرفة، وفي الإطار المفاهيميّ الّذي اشتقت منه كلاّ منهما. حظيت باهتمام ملحوظ في الآونة الأخيرة باعتبارها إحدى الاستراتيجيات الجديدة في تدريس العلوم، وتنمية التّفكير البصريّ لدى المتعلّمين، إذ تقوم فكرتها على مسلمة مفادها أنّ التّعليم عن طريق التّفكير يحسّنه، والفرق الأساسيّ بين الخبير في حلّ المشكلات والأقلّ خبرة في أنّ الخبراء يفهمون تفكيرهم و يشرحونه، بينما لا يستطيع الآخرون عمل ذلك. ومن هنا يجب إكساب المتعلمين مهارة التّعبير عن تفكيرهم بوعي، ومساعدتهم على اكتساب الأدوات الّتي توجههم الوجهة الصّحيحة في عملياتهم العقليّ.

وكنظريّةٍ جديدةٍ فإنّ شبكات التّفكير البصريّ تشجّع المتعلّم على أن يدمج عدداً من طرائق التّفكير الّتي تعمل على تكوين المفهوم. إذ طوّرت هذه الاستراتيجية في الوقت الذي بدأ فيه التّمهيد لاستخدام مسار جديد في تعلّم العلوم عن طريق الرّبط بين النّتائج النّظريّة والنّتائج التّجريبيّة (النّظرية والتّطبيق) من خلال البيولوجيا العصبيّة، والنّظريّة البنائيّة في التّعلّم .

ويعرّفها لونجو(Longo)بأنّها "شبكات مفاهيميّة لتمثيل العلاقات المفاهيميّة بصورةٍ رمزيّةٍ أو صوريّةٍ أو لفظيّةٍ لتحسين تعلّم المتعلّمين بهدف بناء معرفة ذات معنى ترتكز على توضيح العلاقات بين المفاهيم والمبادئ والنّظريات، وإدراك المتعلّم الصّورة الكليّة لمضامين المفاهيم في الشّبكة المفاهيميّة ككّل مركّب من خلال علاقات تبادليّة في التّأثير، وديناميكيّة في التّفاعل .