تعدّدت مهارات التّفكير البصريّ, وتغيرت من دراسة إلى أُخرى, ومن مادّة تعليميّة إلى أخرى, وللتّفكير البصريّ ثلاث مهارات ذكرها "ماك كيم"(Mckim) وهي الإبصار والتّخيل والرّسم, ويتفرع من هذه المهارات الثّلاث الرّئيسة مهارات فرعية, وهذا ما أكّده " جراندين" حيث إنّ المهارات الثّلاث الرّئيسة هي أصل جميع المهارات, والمهارات الفرعيّة تتغير تبعاً لأنواع العلوم الّتي تنتمي إليها.
وبعد الاطّلاع على الأدبيّات التّربويّة تم وضع مهارات التّفكير البصريّ الآتية وهي:
مهارة التّعرّف على الشّكل (القراءة البصريّة): وهي قدرة المتعلّم في التّعرف على أبعاد, وطبيعة, وجميع الخصائص الظّاهرة للمثير البصريّ المعروض.
مهارة التّمييز البصريّ: وهي قدرة المتعلّم على تمييز الصّورة البصريّة للشّكل عن باقي الأشكال المعروضة, فالشّكل البصريّ يمثّل المعلومات الّتي وضع من أجلها سواء كان هذا الشّكل البصريّ رموزاً, أو صوراً، أو رسوماً بيانيّة, أو مسائل مرسومة.
مهارة إدراك العلاقات المكانيّة: وهي قدرة المتعلّم على ربط المثير البصريّ بالواقع المحيط بهذا المثير, ومعرفة العلاقة بينهما.
مهارة تحليل المعلومات على الشّكل البصريّ: وتعني التّركيز على التّفاصيل الدّقيقة والاهتمام بالبيانات الجزئيّة والكليّة, بمعنى القدرة على تجزئة الشّكل البصريّ إلى مكوناته الأساسيّة.
مهارة تفسير المعلومات على الشّكل البصريّ: القدرة على تفسير كلّ جزئية من جزئيّات الشّكل البصريّ المعروض, حيث إنّ الشّكل البصريّ يحتوي على رموز وإشارات توضّح المعلومات المرسومة وتفسّرها.
مهارة إدراك الغموض وفكّ الخداع البصريّ: وهي قدرة المتعلّم على التّعرف على نواحي القصور, ومواضع الخلل في المثير البصريّ, وتوجيه التّفكير في الشّكل الصّحيح.
مهارة استنتاج المعنى: وتعني التّوصل إلى مفاهيم ومبادئ علميّة من خلال الشّكل المعروض مع مراعاة تضمين هذه المهارة للمهارات السّابقة.
مهارات التّفكير البصريّ من المهارات المهمّة والضّرورية للنّجاح في مجالاتٍ عديدةٍ، وتعدّ الدّرجات في الاختبارات الّتي تقيسها مؤشراً للنّجاح في بعض التّخصصات الأكاديميّة كالهندسة والرّياضيات والعلوم.
وتعمل مهارات التّفكير البصريّ مجتمعةً بعضها مع بعض, بكفاءةٍ عاليةٍ للاستجابة الصّحيحة للمثير البصريّ, فالمتعلّم يبدأ بالتّعرف على المثير البصريّ وتمييزه, وتحليل المعلومات وتفسيرها عليه, ومعرفة مواطن الغموض فيه...الخ حتّى يصل إلى المفاهيم والمبادئ العلميّة المرجوّة.