تتميز بعض النباتات بامتصاص بعض العناصر من الوسط الذي تنمو فيه وتراكمها بداخلها بكميات أعلى من كميتها في الوسط الذي تنمو فيه, وهي مايطلق عليه ظاهرة التراكم Accumulation، حيث لاتظهر اعراض سمية على النبات. ولتجنب الآثار الضارة طورّت بعض النباتات آليات مختلفة لتنظيم امتصاص وتوزيع هذه العناصر لمنع أو التقليل من سميتها. تقوم بعض النباتات بربط العناصر السامة على جدر الخلايا للجذور والأوراق بعيداً عن المواقع الحساسة ضمن الخلية أو تخزينها في حجيرة (حويصلة) ، أو تثبيت العناصر الثقيلة في منطقة الجذور وانخفاض امكانية انتقالها إلى الأوراق هي ميزة المقاومة الأكثر شيوعاً لدى غالبية الأنواع النباتية. تصنف النباتات حسب استجابتها للعناصر الثقيلة إلى :
النباتات المانعةMetal excluders : والتي تمنع امتصاص المعدن وانتقاله للأجزاء الهوائية أو تحافظ عليها بتركيز منخفض وثابت في التربة بالاحتفاظ بها في جذورها وتسمى النباتات Metal excluders المستبعدات.
ويعتبر هذا النوع من النباتات عديم الحساسية لامتصاص ومراكمة العناصر الثقيلة السامة، وتكون في الغالب أعشاب أحادية الفلقة .
النباتات الدالة Metal indicators: هي التي تراكم المعادن في مختلف أنسجتها بشكل مماثل لتركيزها في البيئة وتسمى النباتات بالمؤشرات الحيوية Bioindication، ويمثل هذا النوع أغلب نباتات المحاصيل الزراعية.
النباتات المراكمة Accumulators: هي التي تراكم العناصر في أجزائها الهوائية بكميات عالية وأكبر بكثير من تلك الموجودة في البيئة المحيطة وتسمى النباتات بالمراكمات الحيوية Bioaccumulators، وهي تضم أنواعاً عديدة من فصيلة Brassicaceae و Compositae . وقد قسمت النباتات المراكمة إلى ثلاثة أنواع وفقاً لمراكمة العناصر في أجزاء النبات:
توجد عدة فرضيات أساسية لدور وفائدة ظاهرة التراكم عند النباتات فهي وسيلة دفاعية ذاتية لمنع آكلات الأعشاب والعوامل الممرضة, وطريقة تنافسية ضد الأنواع الاخرى من النباتات حيث تراكم العناصر حولها والتي تكون سامة لغيرها.