إلى متى يمكن للشمس أن تضيء؟


يُقدِّر العلماء واستناداً إلى استهلاك كميات الهيدروجين أنّ المتبقي من حياة الشمس حوالي 5 بليون سنة, وفي نهاية عمرها سوف يُستنفذ وقودها الأساسي (الهيدروجين) كما تهمد الانفجارات النووية العنيفة الناتجة عن اندماج الهيدروجين وعندئذ تنخفض درجة حرارتها السطحية وعندها تتغلب قوى التجاذب الثقالي بين أجزائها على الضغط الداخلي الذي يسندها فتنكمش على نفسها ولكن ما إنْ تنكمش حتى ترتفع درجة حرارتها لدرجة تسمح بحدوث تفاعل اندماجي نووي آخر يُحوِّل ذرات الهليوم إلى الكربون على الأرجح, وتبدأ دورة جديدة من الاندماجات النووية الأكثر عنفاً يتولد عنها ضغط هائل جداً مما يؤدي إلى انتفاخ الشمس مرة أخرى فيزداد حجمها آلاف المرات لتبتلع كوكبي عطارد والزهرة ويبلغ سطحها قريباً من الأرض وعندها تنخفض درجة حرارة سطحها بسبب التمدد الهائل ويتحوّل لونها إلى اللون الأحمر الوردي وتسمى عندها نجم أحمر عملاق( Red Giant Star ), حتى تستنفذ معظم الهليوم داخلها وهنا تهمد الاندماجات النووية ولا يبقى في أتون الشمس ما يمنع أجزائها من الانكماش فيحصل لأجزائها الداخلية انكماش هائل وسريع فيما يُسمى عملية التكوير( Gravitational Collapse)  فيصبح قطرها بحوالي 1000km أي يغدو حجمها أقل من حجم الأرض وتسمى الشمس عندها

نجم قزم أبيض (White Dwarf Star ), ويبقى جزء من غلاف الشمس الخارجي يتحرك مبتعداً في الفضاء ومسبباً ما يسمى السديم الكوكبي (Planetary Nebula ) وتبقى الشمس في هذه الحالة المستقرة إلى ما شاء الله, وإنْ بقي الكون على حاله فإنها تُشع ضوءاً أبيضاً خافتاً لا يكاد يُرى.

أما الأرض فبعد 9 أيام تنخفض درجة حرارتها حتى تصل إلى الصفر, وتتجمّد جميع البحار والمحيطات والأنهار بعد عشرين يوماً, وبعد شهرين تنخفض الحرارة حتى 50 درجة مئوية تحت الصفر, وبفقدانها جاذبيّة الشمس تبدأ بالتحليق بعيداً عن المنظومة الشمسية وخلال 6 سنوات تصل إلى مدار بلوتو وبعد 15 سنة تصل حرارة الأرض إلى 120 درجة مئوية تحت الصفر.