ماهي خطوات المنهج التجريبي في الفلسفة؟


للمنهج التجريبي في الفلسفة أربع خطوات نوجزها فيما يلي:


  1. الملاحظة المقصــودة أو العلمية: وهي أولى خطوات البحث العلمي وتتميز بأنها مقصودة ويهدف العالم من خلالها إلى الكشف عن تفصيلات الظاهرة والعلاقات الخفية التي توجد بين عناصرها أو بينها وبين بعض الظواهر الأخرى، بينما تتميز ملاحظاتنا اليومية العادية بأنها عابرة وغير مقصودة. وعلــى الرغم من الفــروق الجوهرية بين الملاحظة العابرة والملاحظــة العلمية فإنه كثيراً ما تتحول الملاحظــة العابــرة إلى ملاحظــة علمية، «فنيوتن» من ملاحظته العابرة لســقوط التفاحة اكتشــف قانون الجاذبية، وتاريخ العلم ملآن بالملاحظات التي أدت إلى اكتشــاف قوانين هامة، ولكن يشــترط أن تمثل هذه الملاحظات بداية لدراسة علمية.
  2. وضع الفروض: إذا ما انتهى العالم من ملاحظة الظواهر وتسجيل تفصيلاتها، وتصنيف ما يمكن تصنيفه منها فإنه يفرض الفرض الذي يفســرها، فإذا أثبتت التجربة صحة تفسيره، أصبح فرضه حقيقة واقعة، وإن كذبت التجربة هذا الفرض افترض سـ ً ـببا آخر حتى يصل إلى الحقيقة وفق قواعد عملية لاختيار الفروض، فالفرض في تعريفه هو تفسير مؤقت لظاهرة موضوع البحث.
  3. إجراء التجارب: وهو لب المنهج «التجريبي» الذي أخذ منه اسمه. فالملاحظة وحدها تعجز عن تحليل الشــيء إلى عناصره أو بيان نسب هذه العناصر، فإذا كانت تطلعنا على أن الماء يغلي فهي لا يمكن أن ترشدنا إلى أنه مركب من عنصرين هما الأكسوجين والهيدروجين بنسبة ١ إلى ٢.
  4. الوصول إلى قانون: الخصائص الســابقة من ملاحظة ومشاهدة وإجراء تجارب... إلخ، لن تكون لهــا قيمة - رغم أهميتها - ما لم تتوجها خطوة حاســمة.. هي الوصول إلى قانون «فلاعلم بغير قانــون». فإذا كان العلــم يبدأ من ظواهر جزئية فإنه لا يكتفي بها ويســتهدف الخروج منها إلى قانون عام. فالقانون العلمي لا يعد تفســيراً للأمثلة الظاهرة التي أجرى عليها العالم أبحاثه، وإنما هو تفسير للظاهرة - في كل أمثلتها - فهو يمثل القانون العام لها. وهذا هو الفارق بين ربة المنزل التي تغلي الماء عشرات المرات وبين العالم، فهي تقف عند الظاهرة الجزئية ولا تخرج منها إلى قانون عام، ولهذا فمهما أجرت من«تجارب» فهي لن تكون عالمة! وعلينــا أن ننتبه جيــداً إلى الفرق بين الوصول إلــى القوانين التي هي جوهر العلــم، وبين الجانب التطبيقي لهذه القوانين أو ما يســمى بالتكنولوجيا أو التطبيقات التقنية للعلم، التي تحيل هذه القوانين إلى أجهزة ومخترعات، وآلات تيسر حياة الإنسان وتعمل على رفاهية البشر